القوة بين المصارعين والمؤمنين

قالوا: المصارعون أقوى الناس أجساماً.

قلنا: {وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ} [المنافقون:4].

لا بأس بالقوم من طول ومن قصر جسم البغال وأحلام العصافير

وتجد أكثر العباد والزهاد والصالحين ضعافاً، وتجد أكثر الفجار والمنافقين كالسواري، وهذا في العموم الغالب، وإلا فإنك تجد كثيراً من المؤمنين من أقوى الناس، يوقف بعضهم السيارة وهي تمشي.

يقول الأستاذ علي الطنطاوي في المذكرات: عندنا شيخ في دمشق، سماه أظن في الجزء الثالث أو الرابع من مذكراته، يقول: من أعبد وأتقى وأصلح الناس، يقول: والله ما رأيت في حياتي أقوى منه بنية، ومن ضمن قصصه يقول: أتى فرس يقود عربية، ونزل بالعربية هذه في شارع ضيق نازل دمشق، والأطفال في آخر الشارع، والفرس مسرع، ومعنى ذلك أن الفرس إذا نزل بالعربية فسوف يحطم الأطفال ويسحقهم سحقاً، خرج النساء من أعلى الشارع من البيوت يصرخن: الله الله الله، لأن الفرس مسرع لا يدري أن هناك أطفالاً، والعربية محملة وراءه، قال: فخرج هذا الشيخ من بيته، واعترض للفرس، وأخذ يقول: الله الله، قال: فلما مر الفرس أمسك بالعربية، قال: والله إنه يتزحزح ويتزحزح الفرس معه حتى أوقف الفرس في منتصف الطريق، هذا من قصص البطولات، فالصالحون أقوياء، والمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، لكن هذا في العموم الغالب، وعمر كان من أقوى الناس.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015