قالوا: حدثنا عن الأعمش رحمه الله؟ قلنا: الأعمش كان يسمى شيخ الإسلام، المحدث، امتاز بخفة الروح، وفيه دليل على أن الإسلام دين لطيف، وأن فيه متسعاً للناس، قيل لـ سفيان الثوري: المزح هجنة، قال: بل سنة.
كان الأعمش مزاحاً، يقولون: إذا أتاه الثقلاء من الناس، قال: ربنا اكشف عنا العذاب إنا موقنون! وكان من تواضعه لا يعتني بالمظهر، والاعتناء بالمظهر طيب، لكنه متواضع يظهر البذاذة، كان يلبس الفرو مقلوباً، فيقول له أحد تلاميذه: لو قلبت فروك كان أحسن، قال: أشر على الخروف بذلك؛ لأن الفروة أصلاً على الخروف على هذا اللبس، يقول: انتقدت عليّ ولم تنتقد على الخروف!
قال له أحد الحاكة: هل تجوز إمامة الحاكة؟ قال: نعم.
بلا وضوء، ذكر ذلك الذهبي في السير وغيره.