ترعرع عليه الصلاة والسلام فلم يكذب كذبة واحدة، ولم يغدر غدرة واحدة، ولم يغش، ولم يسرق، ولم يزنِ، ولم يشرب الخمر؛ لأن الله كان يربيه لرسالة كبرى، سموه: الصادق الأمين، الناصح المخلص، وحين اختلفوا على وضع الحجر؛ قالوا: أول داخل يدخل نحكِّمه، فأتى بإشراقه ونوره وروعته، كأن وجهه القمر ليلة أربعة عشر، ريحه كالمسك، أما ليونته فكالحرير، ثناياه كالبرد؛ لأن الله أعطاه من أسباب العظَمة ما لم يعطِ أحداً من الناس، فقالوا: نحكمك في وضع الحجر؛ لأننا اختصمنا وكاد القتل أن يقع بيننا، فمن حكمته وذكائه وفطنته أن وضع رداءه ووضع الحجر فيه، وقال: لِتَأْخذ كلُّ قبيلة طرف الرداء، فلما رفعوا الحجر وضعه بيده الشريفة مكانه.
وجاء في صحيح مسلم: أنه كان يمر في جبال مكة فيقول الحجر: السلام عليك يا رسول الله، فيلتفت خائفاً؛ لأنه لا يعلم أنه سوف يكون خاتم النبيين والمرسلين.