كراهيتهم للمدح

دخل داخلٌ على شيخ الإسلام ابن تيمية فمدحه وقال: "يا ابن تيمية! أنت العالم البحر" فغضب ابن تيمية، واحمرَّ وجهُه وقال:

أنا المُكَدِّي وابنُ المُكَدِّي وهكذا كان أبي وجدِّي

يقول: أنا فقير، وأبي فقير، وجدي فقير، وله قصيدة اسمها الفقرية، يشكو فقره على الله، ويقول رحمه الله:

أنا الفقيرُ إلى رب السماواتِ أنا الْمُسَيْكِيْنُ في مجموعِ حالاتي

أوحى الله إلى موسى عليه السلام قال: يا موسى! إذا ذكرتني فاذكرني وأعضاؤك تنتفض من خشيتي.

وفي الحديث الصحيح: {من تواضع لله رفعه، ومن تكبر على الله وضعه}.

كلما يتكبر العبد يقول الله: {اخسأ، فلن تعدو قدرك} وكلما تواضع قال الله: {انهض أنعشك الله} هذا في حديث وأثر يُرْوَى.

إذا عُلِمَ ذلك: فإن مما ميَّزَ علماء أهل السنة: الخشية والتواضع لله عزَّ وجلَّ {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً} [الفرقان:63].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015