تواضع العلماء لربهم تبارك وتعالى

ومن أخبار علمائنا: تواضعهم لربهم تبارك وتعالى:

إن التواضع أكبر ميزة للعالِم؛ لأن العلم هذا يطغى كالمال، قال تعالى: {كَلَّا إِنَّ الْأِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} [العلق:6 - 7] الثقافة إذا لم يصحبها إيمان تطغى بصاحبها، ولذلك أكبر الناس كِبْراً وعتواً هم المثقفون بلا إيمان، فروخ العلمانية والنصرانية والماسونية وأذناب الشيوعية حصلوا على علم خارجي غربي تكنولوجي، وأمثاله من علم المادة، ولكن لم يحصلوا على الإيمان، فليس في قلوبهم ذرة من الإيمان، علم بلا إيمان علمنة، فلذلك تجد أحدهم بَرْوَزَ شهادته في البيت، وليس عليه من آثار العلم شيءٌ، إذا دخلت عليه كأنك دخلت على قارون أو هامان أو فرعون، لا يلتفت إليك، ويطمح بنفسه.

خفف الوطءَ ما أظن أديمَ الـ أرض إلا من هذه الأجسادِ

صاحِ! هذي قبورُنا تملأ الرحـ ـب فأين القبورُ مِن عهد عادِ

...

وجوهُهم مِن سوادِ الكِبْرِ عابسةٌ كأنما أُوْرِدُوا غَصْباً إلى النارِ

هانوا على الله فاستاءت مناظرهم يا ويحهم من مناكيد وفجار

ليسوا كقوم إذا لاقيتهم عرضاً أهدوك من نورهم ما يتحف الساري

تروى وتشبع من سيماء طلعتهم بذكرهم ذكروك الواحد الباري

هانوا على الله، يقولون: العبد إذا هان على الله تكبر، فيسقط من عين الله، فإذا رأيت المتكبر فاعرف أنه هين عند الله، وجزاؤه، كما في الحديث الصحيح: {يُحشر المتكبرون يوم القيامة في صورة الذر، يطأهم الناس بأقدامهم}.

من صفة العالِم: التبسم، طالب العلم يتبسم، يرخي كتفه لمن يسأله، يماشي من يطلبه، يرحم الضعيف، يقف مع المسكين، يقود الأعمى، يساعد الأرملة، يخدم بسيارته، بجاهه، بقلمه، بكتبه، بماله وبوقته، هذا هو طالب العلم الذي يريد الله والدار الآخرة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015