التدرج في المأمورات والمنهيات

فمثلاً عند أمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر تبدأ أولاً بالعقيدة، وبالفرائض، لا يصح أن نأتي إلى مجتمع لا يقيم الصلوات، فندعوه إلى تربية اللحى، لا ينفعنا أن يربي الناس لحاهم وليس لديهم إيمان، لا ينفعنا الشعر إذا لم يكن هناك شعور.

الرسول صلى الله عليه وسلم أتى والخمر يُشرب داخل الكعبة وداخل الحرم، فهل قال لهم: إن الخمر حرام، اتركوا الخمر؟ وهم أليسوا ملحدين، زنادقة، يسجدون للأصنام والأوثان، تركهم والخمر وقالوا: ماذا تريد؟ قال: قولوا كلمة تدين لكم بها العرب والعجم قال أبو جهل: وأبيك وعشراً، نعطيك ولو طلبت مئات الكلمات ما هي الكلمة؟ قال: قولوا: لا إله إلا الله، قال: أما هذه فلا، هذه تغير الدنيا، هذه معناها: الدخول في الدين أو النار.

فلذلك بدأ صلى الله عليه وسلم بالعقيدة عندما أرسل معاذاً إلى اليمن فقال: {ليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فإن هم أطاعوك لذلك فأخبرهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة} ثم تدرج إلى الزكاة، والصوم، والحج، لكن أن يأتي الإنسان إلى قريب له لا يصلي، معرض فاجر فيبدأ معه في جزئيات، وهذا ليس بصحيح، قد يجاملك ويفعل ذلك لكنك لم تفعل شيئاً في الدعوة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015