الفائدة السابعة: قراءة القرآن على الدابة:
فهذا جائز، ولا بأس به، فالرسول عليه الصلاة والسلام في قصة الفتح، قرأ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً} [الفتح:1] وأخذت تُهَوْجِلُ به الدابة، فأخذ صوتُه يتردد صلى الله عليه وسلم، قال أحد الصحابة: {والله لولا أن يجتمع عليَّ الناس لرَجَّعْتُ بكم بصوتي كما رَجَّعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بصوته}.
فإذا ركبتَ السيارة، أو الطائرة، أو أي دابة فلك أن تقرأ كتاب الله عز وجل، فإنه نعم الأنيس؛ لأن بعض الناس يتحرج؛ لأنه راكب أو ليس مستقراً في مكان.
وورد عنه عليه الصلاة والسلام: {أن داوُد عليه السلام سهل الله عليه الزبور} وفي لفظ آخر: (القرآن) لكن حَمَلَه بعض المحدثين على أنه الزبور: {فكان يقرأه قبل أن تُسْرَج له الدابة}.
فهذا دليل على أنهم كانوا يقرءون في أسفارهم، فلا بأس من القراءة على الدابة، ولا بأس أن تقرأ وأنت تمشي، إذا كان هذا أصلح لقلبك وأفيد وأحفظ لوقتك.
كان بعض الصالحين إذا رأى الشباب يتوجهون إلى المساجد قال: تفرقوا من طريقكم إلى المسجد وفي رجوعكم.
قالوا: لماذا؟ قال: لأنكم إذا سرتم سوياً تحدثتم, وإذا تفرقتم قرأتم القرآن وذكرتم الله.