الفائدة السادسة: إرهاب العدو بالقوة:
وفيها معلم من معالم الإسلام وهو أن الواجب على المسلمين أن يظهروا التكاتف والتعاون، وأن يظهروا المراسيم الإسلامية بقوة، حتى يرهبوا أعداء الله، خاصة في الأعياد، وفي الجمع، ومناسبات الخير.
فمن إرهاب العدو:-
حمل ذلك بعض الصحابة رضوان الله عليهم على لبس الحرير في المعركة؛ ليرهبوا أعداء الله: فإذا رأى المسلم أن من اللباس ما يغيظ به الكافر والمنافق فله أن يلبسه.
وبعضهم مشى مشية الخيلاء: كـ أبي دجانة، الفارس المشهور؛ فإنه أخذ يتبختر يوم أحد، فقال عليه الصلاة والسلام: {إن هذه مشية يبغضها الله؛ إلا في مثل هذا الموطن} حيث أراد أن يغيظ بها الكفار.
وإذا كان من القوة والاجتماع ومن الشيء أن يغيظ به أعداء الله فإن الدين -كما يقول ابن القيم - يكون على المراغمة: أي: أن تراغم أعداء الله، فما أحسن المراغمة! وأعظم ما يُراغَم الشيطان، فإنك كلما عصيتَه أرغمت أنفه في التراب.
ولذلك كان عليه الصلاة والسلام متعمِّداً لهذا العدو، فإنه دخل بعشر كتائب، وزعها على أربعة جيوش، وأشعل كل جندي ناراً، حتى أخذت جبال مكة تلتهب، فأدخل الله الرعب في قلوب الكفار.
نصرت بالرعب شهراً قبل موقعة كأن خصمك قبل القتل في حُلُمِ
إذا رأوا طائراً في الجو أذهلهم ظنوك بين بنود الجيش والحشمِ