إن الله تعالى لا يرحمنا إلا بسبب الطيور، بسبب الشيوخ الذين يركعون ويسجدون، بسبب الأطفال البريئين الذين لا ذنب لهم، أما نحن فنسأل الله العافية، فقد ورد في الحديث القدسي أن الله يقول: {والله، لولا شيوخ ركع، وأطفال رضع، وبهائم رتع؛ لخسفت بكم الأرض خسفاً}.
زلزلت المدينة في عهد عمر رضي الله عنه -أصابها زلزال سهل ليس بكبير- حتى تساقطت بعض الجدران وبعض البيوت، فجمع عمر الناس في المسجد، فلما اجتمعوا رجالاً ونساءً وأطفالاً؛ بكى عمر رضي الله عنه، ثم قال: [[والذي نفسي بيده! إن وقع زلزال مرة ثانية في المدينة، ما أجاوركم في المدينة وإنه لآخر العهد بي وبكم، قالوا: فما علاقتنا -يا أمير المؤمنين- بالزلزال؟ قال: أنتم الذين أوقعوا الزلزال ولم يقع الزلزال إلا بذنوبكم، فوالله إن وقع مرة ثانية لا أجاوركم أبداً.
فبكى المسجد حتى ضج بالبكاء، وقالوا: تبنا إلى الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى]] فنحن ما وقعت بنا المصائب التي حلت بالأمة؛ إلا بذنوبنا وإعراضنا عن الله.