أخي جاوز الظالمون المدى

يقول العرب: جاوز الحزام الطُّبيين، وبلغ السيل الزبى.

وفي العدوان الثلاثي على مصر خرج المصريون بالسكاكين، خرجوا بالسلاح الأبيض على ثلاث دول كبرى اعتدت على أعراضهم، لكن الشعب إذا تجند بالإيمان فلا تغلبه قوة من قوى الأرض.

والأفغان خرجوا على روسيا وهي من الدول الكبرى بل هي الدولة الثانية في عظمة أهل الدنيا، خرج المجاهدون بلا تدريب, وإنما على اسم الله عز وجل: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} [الأنفال:17].

يا غارة الله جدي السير مسرعة في أخذ هذا العدو يا غارة الله

يطلقون السلاح في الشرق فتقع في رأس المجرم في الغرب.

العمال في طهران لما سمعوا أن كابل احتلها الشيوعيون أخذوا السلاح العادي، وأخذوا يكبرون ويقولون:

نحن الذين بايعوا محمدا على الجهاد ما بقينا أبدا

ودخلوا أفغانستان وبقوا يقاتلون المجرم أكثر من عشر سنوات, وخرج المجرم هزيلاً ذليلاً ما سمع الناس بمثل هزيمته, وروسيا ليست كمثل بعض الدول التي ليس عندها شيء! بل هي دولة تصنع وتصدر، وعندها صواريخ تنسف المدن من على وجه الأرض, ولكنها عند قوة الله ليست بشيء.

يا أمة النصر والأرواح أثمان في شدة الرعب ما هانوا وما لانوا

هم الرعود ولكن لا خفوت لهم خسف ونسف وتدمير وبركان

كم ملحد ماجنٍ ظن الحقوق له زفوا له الموت مراً وهو مجان

وبلشفي أتى كالعير منتخياً رأى المنايا فأضحى وهو جعلان

فروا على نغم البازوك في غسق فقهقهت بالكلاشنكوف نيران

هذا هو الإيمان!! أولئك في العدوان الثلاثي يقول منشدهم:

أخي جاوز الظالمون المدى فحق الجهاد وحق الفدا

أنتركهم يسلبون الشريعة مهد الأبوة والسؤددا

فجرد حسامك من غمده فليس له اليوم أن يغمدا

انتهى اللهو واللعب, وانتهى البلوت والسلة والطائرة, أتى لعب دندنة السلاح ولا يثبت إلا القوي, وما يردد في الملاعب انتهى بتصفية الحق أن يبقى حقاً، وأن ينزل أهل الحق في ميدانهم، فهم أهل الملعب وأهل الميدان, أما هذه الألعاب فدورها انتهى، أصبح الضحك على الأجيال والشعوب ليس له مكان ولا جدول عندنا, أصبح عندنا مسجد ومصحف، وسلاح وميدان تدريب واستعداد، قال تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال:60] لنحافظ على المقدسات, وعلى التوحيد والأعراض والدماء, ولنحافظ على الرسالة, قال تعالى: {لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلّاً وَلا ذِمَّةً} [التوبة:10].

أتظن أن أعداء الله سوف يرحمون, والله لا يرحمون! ربما يرحم النصراني، لكنهم لا يرحمون لأن في قلوبهم حقداً مشحوناً على الإسلام.

صدام في مذكراته يقول: إن سبب تأخر المسلمين تعلقهم بالقديم الذي ورثوه من القرون المتقدمة، يعني: الإسلام.

فهم يسمون المتمسكين بالإسلام رجعيين, أي: أهل اللحى وأهل الصلوات الخمس، وأهل القرآن، وأهل قيام الليل، فيقولون أن هؤلاء الرجعيين هم سبب تأخر العرب.

نقول: وماذا فعلتم يا زنادقة؟

أنتم أول من يفر في الميدان, أنتم أهل الفضائح في التاريخ, أنتم سبب هزيمة العرب مع إسرائيل, وأنتم من قتل العلماء، وشرد الآمنين، وروع الأطفال، وذبح النساء، ولعب بالقيم، وفضح أعراض الناس, أما أهل الطهر والعفاف فهم أهل البقاء, قال تعالى: {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ} [الرعد:17].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015