أما قوله (اللهم) فأصلها ياألله، حذفت ياء النداء، وأضيفت الميم اختصاراً واستدراجاً في الدعاء، حتى تكون لذيذة:
إني إذا ما حادث ألما أقول يا اللهم يا اللهما
ولفظ الجلالة (الله) هو أعظم اسم لله، قالوا: هو الاسم الأعظم، والصفات تضاف إليه، فيقال: الله القدير، الله الرحمن، الله الرحيم، وابتدأ به سُبحَانَهُ وَتَعَالى في كتابه فقال: باسم الله، ولا تعرف العرب هذا الاسم في لغتها، وقيل مشتق وقيل جامد، ولا يهمنا إلا أنه اسم وعى المحاسن والفواضل، والصفات العظيمة.
أتى إليه سيبويه في الكتاب العظيم: الكتاب فقال: الله: لفظ الجلالة علم لا يحتاج إلى تعريف، قالوا: فغفر الله له بهذا التعريف، فالله مجمع المحاسن.
ومما اشتق، قيل: من ولَهَ، إذا تحير، لأن العقول تحتار في الله، فيصل العقل إلى درجة أن يحتار، فالعقول مشدوهة أمام قدرة الباري سُبحَانَهُ وَتَعَالى.
وقيل: من أله إذا سكن واطمأن: {أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد:28] فلا تطمئن القلوب إلا إلى الواحد الأحد، ولا تطمئن إلى غيره، لا إلى مال أو منصب أو عشيرة، ولكن تطمئن إلى الله سُبحَانَهُ وَتَعَالى.
وقيل: إنه غير مشتق وإنه ركب هكذا وسمي به سُبحَانَهُ وَتَعَالى، فهذا الاسم.
(وقل: اللهم): يعني ياألله، يا ذا الجلال والإكرام، ويا ذا المحاسن.
وقيل: يا من تألهه القلوب، وقيل: يا من يستحق العبادة، وكان ابن عباس يقرأ في القرآن: {وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ} [الأعراف:127] وهذه هي القراءة المشهورة: وقرأ ابن عباس: {وَيَذَرَكَ وَإلاهَتَكَ} [الأعراف:127] وإله وآلهة مما يعبد، فالله عز وجل هو المستحق للعبادة ليس إلا هو، وبعث الأنبياء لإثبات العبادة لله، فتوحيد الأنبياء الذي اجتمعوا عليه، هو توحيد الألوهية؛ لأن الأمم أخفقت في توحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات، والربوبية بعضهم أو جملتهم يقرون به.