حذر الله أهل القرى والشعوب من الانحراف عن منهجه، وأخبرهم أن عذابه قد يأتي مفاجئاً بغير إنذار مبكر، ولا توعية ولا نداءات, إذا أراد الله أن يهلك قرية أهلكها في لمح البصر، حيث قال سبحانه: {أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَائِمُونَ} [الأعراف:97]
وقال: {أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحىً وَهُمْ يَلْعَبُونَ} [الأعراف:98] إما نوم وإما لعب! وهذا من إبداع القرآن، فانظر إليهم كيف وصفهم في الليل بالنوم وهو فعل بعض العصاة، الليل نوم والنهار لعب, فلا عبادة ولا عودة إلى الله.
{أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحىً وَهُمْ يَلْعَبُونَ} [الأعراف:98] أهذا وقت غناء؟!
أهذا وقت عزف على الموسيقى؟!
أينقصنا طرب؟!
أينقصنا مسلسلات خليعة؟!
أينقصنا شاشات مدمرة؟!
أينقصنا لغو؟!
لا.
الأمة امتلأت بالمعاصي في عيونها وبطونها وأسماعها وأبصارها, بل يوجد بعض الأطفال يحفظ عشر أو عشرين أغنية ولا يحفظ سورة واحدة, بينما نحن أمة التوحيد، ولن ننتصر إلا بإخلاص التوحيد وصدق اللجأ إلى الله, ودائماً يجدد التوحيد من هنا؛ لا نقولها تعصباً لكن الحق يفرض نفسه, وهذه الجزيرة قدرها الإسلام, ولا تصلح إلا بالإسلام, وإني أنصح أهل العلمنة وأهل البعث والزندقة والحداثة أن يبحثوا لهم عن بلد غير هذا البلد, لا تنبت شجرتهم هنا ولا تصلح أبداً, ليس لها قرار, قال تعالى: {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [التوبة:109]
وقال: {فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ} [النحل:26] فلا! ما يصلح هنا إلا التوحيد.
دعها سماوية تجري على قدر لا تفسدنها برأي منك منكوس
فنحن لا نصلح إلا بالوحي, ولا يصلح هنا كلام استالين أو لينين ولا كلام صدام حسين ولا ميشيل عفلق , بل يصلح هنا قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم, حدثنا البخاري وروى مسلم وعند أبي داود وروى الترمذي وعند الطبراني وعند أحمد هذه بضاعتنا, فأروني بضاعتكم إن كنتم صادقين, كذب ونفاق ودجل على الشعوب.