لقيت أخاً وصاحبته كثيراً وكان يدرس معنا وهو من نيجيريا من أولياء الله عز وجل، ولو كان هنا ما قلت هذا الكلام؛ لكنه ذهب هناك داعية إلى الله، أسلم على يديه آلاف من الناس، كان يقرأ القرآن كثيراً، وإذا رأيته تذكرت بلال بن رباح، وكان فيه من الولاية ما الله به عليم، كان ينام فإذا قرب ثلث الليل -ويخبرني بهذا سراً من باب الأفعال الصالحة- قال: والله كأن هناك من يوقظني بيده، يقول: قم.
ومرة من المرات سهر ليلة لأنه كان في سفر فسهر سهراً حتى قرب الفجر، فلما قرب الأذان كأنه سمع هاتفاً يقول: قم حانت الصلاة قال الله: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت:69].
سمها ما شئت؛ لكن خذها كالوردة شمها ولا تعكها فتفسد عليك.
وكثير من أولياء الله كذلك، فهؤلاء قلوبهم معلقة بالله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، وسمعت رجلاً آخر يقول: أنا إذا سمعت الأذان يصبح جسمي كأنه على الجمر حتى أقوم إلى المسجد؛ لا يستطيع أن يقف.
نجار من الصالحين كان يشتغل في النجارة، فكان يطرق بمطرقته فإذا سمع الله أكبر وهو رافع للمطرقة، ألقاها خلفه ولم يردها ثانية!
وورد في السنن أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقطع اللحم مع عائشة -وهو هذا المعصوم قائد البشرية يقطع اللحم، إما أن يمسك لها وهي تقطع أو أنه يقطع وهي تمسك له قالت: {فإذا سمع النداء قام كأنه لا يعرفنا ولا نعرفه}.
وقل لـ بلال العزم من قلب صادق أرحنا بها إن كنت حقاً مصليا
توضأ بماء التوبة اليوم مخلصاً به ترق أبواب الجنان الثمانيا