أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابة بوصايا متنوعة، فأوصى واحداً منهم -كما في الصحيح- فقال: {لا تغضب} لأن الغضب داءٌ، فأوصاه صلى الله عليه وسلم بما يناسب شخصه.
قال بعض أهل العلم من المحدثين: إنما اختلفت وصاياه عليه الصلاة والسلام لاختلاف الناس وأحوالهم.
وأوصى صلى الله عليه وسلم رجلاً في حديث رواه عبد الله بن بسر عند الترمذي - قال: {لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله}.
وفي حديث صحيح آخر: {أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام} وراويه ابن سلام، وأوصى صلى الله عليه وسلم أبا أمامة فقال: {عليك بالصيام فإنه لا عدل له} رواه أحمد.
وأوصى معاذاً لما سأله عن شيء يقربه من الجنة ويباعده عن النار فقال: {تعبد الله لا تشرك به شيئاً} رواه الترمذي.
ووصاياه عليه الصلاة والسلام كثيرة، مرة في المعتقد فقال لـ أبي ذر: {لا تشرك بالله ولو سحقت وحرقت} وتارة في العبادة فقال لـ معاذ كما في أبي داود: {} ومرة في الدعاء كما قال لـ أبي بكر {أبا بكر! قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم}.
ومرة في الخلق كما مر معنا في حديث أبي هريرة في نهيه صلى الله عليه وسلم عن الغضب، ومرة في التفكير في آيات الله عز وجل يوم قال لـ أبي جري الهجيمي: {أنا رسول لمن إذا أصابتك سنة فدعوته كشف الله عنك هذا القحط} أو كما قال عليه الصلاة والسلام.