عنوان هذا الدرس: سفينة النجاة، في الرابع من شهر ذي القعدة لعام (1412هـ) هذه السفينة -سفينة النجاة- سارت منذ أربعة عشر قرناً في بحر الحياة، وربانها معصوم لا ينطق عن الهوى ولا يضل عليه الصلاة والسلام، وقد قاربت على وصول الشاطئ {بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا} [هود:41] سفينة ركب فيها الصالحون فنجوا، وتخلف عنها الهالكون فهلكوا {وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ} [هود:44].
فيا أرض الشهوات! ابلعي ماءك، ويا سماء الظلمات أقلعي، فقد قطع دابر الكفر والخراب في العالم بوصول هذه السفينة، وقد انطلق الهوى مع الإنسان: {حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا} [الكهف:71] فأخبره أن السفينة لمساكين يعملون في بحر الشهوات، حتى جاء رسول الهدى صلى الله عليه وسلم فأخرجهم من الظلمات إلى النور؛ لأن مهمته أن يخرجهم من الظلمات إلى النور، ومهمة الهوى والشيطان إخراج الناس من النور إلى الظلمات {أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة:39].