Q خطيب الجمعة طوَّل في الخطبة، فقام المسلمون وشتموا الخطيب، وانصرفت هذه المجموعة محتجين بطول الخطبة، فما حكم هذا؟
صلى الله عليه وسلم كان الأحسن لهم أن تكون المظاهرة على الخطيب بعد الصلاة؛ لأنه قد يكون خطب بهم ثلاث ساعات أو ما يقاربها، كما يفعل بعض الحمقى من الخطباء؛ فإن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بالاقتصاد في الموعظة والمراعاة، وقال كما في صحيح مسلم عن عمار بن ياسر: {إن قِصَر خطبة الرجل وطول صلاته مئنة من فقهه} أي: علامة لفقهه؛ ولكن لا إفراط ولا تفريط.
بعض الناس قد يرتقي المنبر، فيتكلم خمس دقائق، ثم ينهي الخطبة، وماذا سمع المسلمون في الخمس الدقائق؟ والمجتمع يمر بالمشاكل: بالمخدرات، وبالزنا والعُهْر، وتكشف المرأة، والربا وتسيب الشباب، فهذه المشكلات لا بد أن يعرضها فيحررها، ويؤصِّلها، فيأتي بالأدواء والأعراض وبالعلاج، حتى يستفيد الناس، في نصف ساعة - مثلاً - وفيما يقارب، هذه الحدود ولا يطيل.
أما أن يأتي على المنبر فيأتي بسيرة الأولين والآخِرين، ويتحدث عن الأسعار والأمطار والأخبار، وعن كل ما هب ودب، فهذا ليس من حقوقه؛ لأن في الناس من هو مريض وشيخ كبير وطفل صغير، وفي الناس من هو مضطر، وفي الناس من عنده ضيوف بعد الصلاة، ومن عنده مواعيد وأسفار، فلا يحق له في الإسلام أن يفعل ذلك.
ولكن الأحسن للمصلين والواجب ألا يقوموا بهذا؛ لكن يقوم أحدهم فيتكلم معه ويقول: طوَّلْتَ بارك الله فيك اختصر، وانزل؛ ليذكره فهذا، هذا من حقوق المصلي أن يتكلم مع الإمام، ولا يتكلم المصلون مع بعضهم، فإن للإمام أن يكلم الناس، ولهم أن يكلموه على المنبر؛ لكن ليس للمصلين أن يتكلموا بعضهم مع بعض.