الحمد لله رب العالمين، ولي الصالحين، ولا عدوان إلا على الظالمين, والصلاة والسلام على إمام المتقين, وقدوة الناس أجمعين، وعلى آله وصحبه والتابعين.
يا رب عفوك لا تأخذ بزلتنا وارحم أيا ربِّ ذنباً قد جنيناه
كم نطلب الله في ضر يحل بنا فإن تولت بلايانا نسيناه
ندعوه في البحر أن ينجي سفينتنا فإن رجعنا إلى الشاطي عصيناه
ونركب الجو في أمن وفي دعة فما سقطنا لأن الحافظ الله
أيها الكرام: عنوان المحاضرة "الذنوب خراب الشعوب"، ولها صلة أكيدة بما نعيشه ونعايشه في هذه الساعات المحرجة, ونحن لا نعيش في عالم آخر, ولا نفسر الحوادث في الأرض كما يفسرها الملاحدة , بأنها تغير في الكون، أو مروج في الشعوب، أو اختلال في الأمزجة، لا.
كل شيء بقضاء وقدر, وما يجري ولا يسقط في الكون ساقط ولا تنبت نبتة إلا بإذن الله, قال تعالى: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} [الأنعام:59] وقال: {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [النحل:40].
ولذلك ضلل أهل السنة والجماعة من قال: إن الذنوب أو الحوادث لا تقع بعلم من الله، وما كان الله يعلم وقوعها, تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.
تقضون والفلك المسير ضاحك وتقدرون فتضحك الأقدار