حكم كشف الفخذ

Q في محاضرة ألقيت أمام جمع من الشباب تحدث المحاضر عن حرمة كشف الفخذ عند ممارسة الألعاب الرياضية، فما كان من أحد طلبة العلم إلا أن عقب بعد المحاضرة أن كشف الفخذ لا شيء فيه، وأن الفخذ ليست بعورة، وأنكر حديث: {عورة الرجل من السرة إلى الركبة} وقال: إنه ليس بحديث فماذا تقولون؟

صلى الله عليه وسلم أولاً: أشكر للمحاضر الذي قدم المحاضرة، وأسأل الله أن ينفع بجهوده، وأشكر الأخ المعقب فإنه دليل على أنه طالب علم، وأنه يستطيع أن يأخذ ويعطي في المسائل، ويقدم ويتكلم، والذي يتكلم بخير مهما كان؛ أفضل ممن يتكلم بالباطل، أو ممن يسكت عن الحق.

الأمر الثاني: الصحيح أن الفخذ عورة، والدليل حديث جرهد: {يا جرهد! غطِّ فخذك فإن الفخذ عورة} رواه أبو داود وأحمد بسند صحيح، وصحح هذا الحديث أئمة كـ الألباني وغيره من المتقدمين.

بل ذكر البخاري في الصحيح قال: حديث أنس، أسند، وحديث جرهد أحوط.

والمقصود أن حديث أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تكشفت فخذه، وهو سائر إلى خيبر، قال عنه البخاري هذا أصح، لكن حديث جرهد أحوط، وعلى المسلم على الأقل أن يحتاط، والصحيح أن حديث جرهد أحوط.

الأمر الثاني: أن قول الأخ أن حديث: {عورة الرجل من السرة إلى الركبة} ليست بحديث خطأ بل هو حديث، رواه أنس، وهو في مستدرك الحاكم بسند صحيح وصححه الألباني وغيره من العلماء، ولحديث جرهد شواهد كثيرة أوصلها بعضهم إلى خمسة شواهد.

الأمر الثالث: أنه إذا أتانا القول والفعل قدمنا القول، وهي قاعدة أصولية ذكرها بعض أهل العلم عند هذا الحديث وغيره، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: {يا جرهد! غطِّ فخذك فإن الفخذ عورة} وانكشفت فخذه هو يوم دخل عليه عثمان فغطى فخذه، ويوم ذهب إلى خيبر، وقال الشوكاني: إذا أتى قول وفعل قدمنا القول على الفعل؛ لأن القول عام للأمة والفعل خاص به صلى الله عليه وسلم.

وهذا جواب سديد.

الأمر الرابع: أنه أفتى كثير من أهل العلم كسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز وغيره بأن الفخذ عورة، فرجائي من الأخ أن يراجع هذا، وبإمكانه أن يجلس معي أو مع أي طالب علم، فعلى الرحب والسعة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015