والموقف الثاني: يأتي عليه الصلاة والسلام، فيقول: {يا أبا المنذر! أي آية في كتاب الله أعظم؟ قال: الله ورسوله أعلم، قال: أي آية في كتاب الله أعظم؟ قال: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة:255] فأخذ صلى الله عليه وسلم كفه وضرب في صدر أبي وقال: ليهنك العلم أبا المنذر}.
علم خالص، ليهنك الذكاء والفطنة في كتاب الله، هو سيد القراء، ونحبه كثيراً، يقول أحد أهل العراق: وفدت المدينة، فإذا عمر جالس في مجمع من الناس من الصحابة وحوله شيخ أبيض اللحية والرأس والثياب والجسم، وكان عمر إذا تكلم نظر إليه وهابه، فقلت يا أمير المؤمنين! من هذا الرجل؟
قال: ثكلتك أمك أما عرفته؟! هذا سيد المسلمين أبي بن كعب.
رفع الله منزلته، وجمعنا به في مقعد صدق عند مليك مقتدر.