Q ما رأي فضيلتكم فيمن يقول: إن قصص الإخلاص التي سطرها الصحابة والتابعون لا يستطيع أحد أن يحققها في هذا الزمن؟
صلى الله عليه وسلم إن كان الأخ السائل يقصد أن الفضل الذي حصلوا عليه من هذه القصص التي سطروها فهذا صحيح, فلهم فضل الصحبة, ولهم القدح المعلى والقدم السابقة عند الله عز وجل.
وإن كان قصده ألا تقع كهذه الحوادث بعينها؛ فليس بصحيح, بل هذه تتكرر في أمة محمد صلى الله عليه وسلم؛ فهي كالسيل لا يدرى الخير في أوله أو في آخره, بل قد يفتح الله عز وجل على يد بعض الناس, ويرزقهم من الإخلاص والصدق إلى قيام الساعة, فيقتل كثير من الناس في سبيل الله, ويصدق كثير من الناس في قيام الليل لمناجاة الله, ويصدق كثير من الناس في الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وكثير يصدقون في البذل والعطاء لوجه الله, إذاً فقصص الصحابة, وقد وقع لها شبيه في غيرهم, لكن الفضل ادخره الله عز وجل درجة للصحابة لا يبلغها أحد.