سنن أبي داود

أما مختصر أبو داود فاختصره المنذري وهو موجود ومتداول، وللألباني صحيح أبي داود وهناك ضعيف أبي داود.

أما مكانته: فربما يحتل المكانة الرابعة بعد النسائي.

ميزته:

قال أهل العلم: أصبح كتاب أبي داود حكماً بين أهل الإسلام، وفيصلاً لمواطن الخصام، إليه يتحاكم المتحاكمون، وبحكمه يرضى المنصفون، ميزته أنه جمع أحاديث الأحكام.

قال عبد المؤمن بن علي الحاكم المغربي يقول: أصولنا ثلاثة:

1/ القرآن.

2/ وسنن أبي داود.

3/ والسيف.

هذا عبد المؤمن الذي يقول فيه الشاعر:

ما هز عطفيه بين البيض والأسل مثل المؤيد عبد المؤمن بن علي

ما هز عطفيه بين البيض، أي: السيوف، والأسل؛ أي: الرماح، مثل الخليفة عبد المؤمن بن علي.

ومن ميز أبي داود: أنه جمع أحاديث الأحكام، وهو جمع عجيب، وهو كتاب الأحكام حتى قال الغزالي: هو كتاب المجتهد، فمن أراد أن يجتهد فعليه أن يستعرض سنن أبي داود.

وقالوا: ألين الحديث لـ أبي داود، كما أُلين الحديد لداود عليه السلام.

قال سهل بن عبد الله التستري: يا أبا داود! أخرج لي لسانك؟ فأخرجها فقبلها، قال: لسان روت الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم حقٌ أن تقبل، وكان أبو داود من العباد الكبار والزهاد، وهو أشبه الناس بالإمام أحمد وهو من تلاميذه، وقد روى عنه الإمام أحمد حديث العقيقة حديثاً واحداً فتشرف بذلك وجهه.

ربما يؤخذ على سنن أبي داود بعض الأحاديث الضعيفة التي أوردها -رحمه الله- وهذا لا يسلم منه بشر، ولكن بالجملة هو من أحسن الكتب خاصة في الأحكام.

ومن المآخذ كذلك: أنه لم يورد أحاديث كتاب الرقاق والجهاد، ولو أوردها كان حسناً -رحمه الله رحمة واسعة- لكنه اقتصر على الأحكام وعلى بعض الأبواب الأخرى فقط.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015