سنن الترمذي

الترمذي يقع في المرتبة الرابعة، وبعضهم يجعله في المرتبة الخامسة لكني بدأت به لكثرة فوائده؛ لأنه قالوا فيه فوائد، ألفه صاحبه وقدمه، حتى قال أبو إسماعيل الأنصاري محمد بن عبد الله شيخ الإسلام الهروي صاحب منازل السائرين: الترمذي أفيد من البخاري ومسلم؛ لأن طالب العلم يقع على الفائدة عند الترمذي قبل أن يقع عليها عند البخاري أو مسلم والذهبي قال في ترجمة الترمذي كما في سير أعلام النبلاء: أنه ضعيف النفس في التضعيف.

ميز الترمذي:

1/ يعقب على الحديث بالتصحيح والتضعيف، فيقول: حديث حسن صحيح، حديث حسن غريب، حديث غريب.

2/ يذكر للصحابة الذين رووا الحديث، يقول: وفي الباب عن أُبيّ بن كعب، وأبي أيوب وحذيفة وأسماء وابن عباس وعمر مثلاً، وهذه فائدة تخبرنا من خرج الحديث ورواه من الصحابة.

3/ قد يسمي من لا يسمى في السند أو من يكنى، فيقول: أبو فلان اسمه كذا وكذا، واسم هذا أبو فلان، وقد ينسبه فيقول: هو البجلي أو الغطفاني أو الفزاري.

4/ أنه يذكر أقوال أهل العلم فيقول: وهو قول مالك، وأحمد وابن المبارك وإسحاق.

5/ ومنها أنه يقول: وقال أهل العلم، ورأى أهل العلم، فيذكر أقوال أهل العلم في المسألة إن كان إجماعاً أو غير ذلك.

6/ ومن ميزه أنه ربما ذكر الضعف فيقول: لا نعرفه إلا من حديث فلان، فإذا قال: من حديث فلان فانتبه للحديث سمه وعيبه ومرضه من هذا الرجل الذي ذكره الترمذي.

المآخذ على سنن الترمذي:

1/ قالوا: إنه تساهل كثيراً في بعض الأحاديث، حتى ذكر له ابن الجوزي أحاديث موضوعة في الموضوعات مثل حديث: {من شغله القرآن عن ذكري ومسألتي أعطيته أفضل مما أعطي السائلين} قالوا: حديث موضوع.

يقول ابن الجوزي: ولو أنه لا يوافق عليه، لكنه حديث ضعيف، وتساهل كثيراً في بعض الأحاديث، مثل: صلاة التسابيح بعضهم جعلها موضوعة وضعيفة، ولو أن كثيراً من أهل العلم صححها، وهي عند الترمذي إلى غير ذلك من الأحاديث، فأخذ عليه تساهله رحمه الله في هذا الجانب.

2/ أنهم قالوا: إنه يقول: حسن صحيح، ويكتشف الحديث وإذا هو ضعيف، حتى قال النووي: لا بد أن يتابع الترمذي على تصحيحه وتحسينه.

3/ أنه ربما يأخذ من الحديث جملة ويترك الحديث، والأولى أن يورد الحديث كله؛ ليكون أبرك وأنفع وأحسن، ولكن حسناته أكثر وأكثر -رحمه الله رحمة واسعة- وهو من العباد الكبار الذين بكوا حتى عموا من خشية الله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015