Q ما هو السبب الأساسي في رجوع الشباب بعد الالتزام، البعض منهم يعمل في الدعوة إلى الله، والبعض يجاهد في سبيل الله، والبعض يطلب العلم، ومع ذلك كله تركوا الالتزام، فما هو السبب؟
صلى الله عليه وسلم إن كان قصد السائل أنهم رجعوا يجاهدون ويدعون ويطلبون العلم، فما رجعوا بل زادوا بصيرة والحمد لله، وإن كان قصده: كانوا يدعون وكانوا يجاهدون وكانوا ملتزمين، ثم رجعوا فالقلوب بيد الله يقلبها كيف يشاء، وللرجوع أسباب أجملها في ثلاثة أسباب:
أولاً: ضعف التربية الروحية، ضعف الرصيد من النوافل والعبادة، يؤخذ الشاب لكن يربى على النشيد والرحلة، وعلى تمارين رياضية؛ على صعود الجبال وشد الحبل، وأكل البيضة، على لعبة التفاحة، الإسلام ينطلق من أطر وينبثق في بوتقة استراتيجية، والدعوة على الكلام المنفوش فأدنى موقف يمر به ينهار؛ لأنه ليس لديه علم شرعي، ولا نوافل، ولا عبادة، هذه مسألة.
ثانياً: أن في نفسه -والعياذ بالله- خبثاً من قبل، ولذلك قال سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: {وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ} [الأنفال:23] ولذلك يقولون: من أعلن إسلامه في مرحلة، ثم ارتد فإن ذلك دليل على خبث في نفسه.
ثالثاً: أنه أمهل نفسه في المعاصي، والمعاصي تبدأ بالنظرة، ثم تتطور إلى الفاحشة، ثم تتطور-والعياذ بالله- إلى التخلي عن الواجبات، ولذلك قال الله في بني إسرائيل: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ} [المائدة:13].