قال الله سُبحَانَهُ وَتَعَالى: {أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ} [البقرة:19] والصيب: المطر، واعلموا أن الغيث إذا نزل من السماء ارتاحت القلوب.
والله قارن بين غيث البلدان وغيث الأرواح والجنان بمقارنة، فقال سُبحَانَهُ وَتَعَالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ) [الحديد:16] ثم قال بعدها: {اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا} [الحديد:17] فيا من يحيي الأرض بعد موتها بالمطر نسألك أن تحيي قلوبنا بالإيمان والقرآن والسنة.
قوله تعالى: (أَوْ كَصَيِّبٍ): (أو) قيل: هي للتخيير.
قالت العرب: جالس الحسن أو ابن سيرين، للتخيير.
وقيل: هي للتقسيم، تقول العرب: (خذ هذا القلم أو هذا القلم أو هذا القلم) فهذا تقسيم وليس بتخيير.
وقيل: هي للتنويع وهو أقرب إلى التقسيم.
وقيل: هي عاطفة ليست بمعنى التخيير ولا التشريك.
يقول مجنون ليلى:
وقد زعمت ليلى بأني فاجرٌ لنفسي تقاها أو عليها فجورها