Q ما رأي فضيلتكم في الذي ينام أو يسكن في الدور العلوي وأمه في الدور الأرضي؟
صلى الله عليه وسلم إذا كانت أمه راضية، وطلب منها واستسمحها، وكانت رغبتها في الدور الأرضي فنعم؛ لأن بعض الأمهات تكون كبيرة ولا تستطيع الصعود إلى الدور العلوي، فتكون -مثلاً- في الستين أو المائة من عمرها، أو لا ترى ولا تبصر، فالأحسن لها أن تكون في الدور الأرضي دائماً، فإذا طلبت ذلك وسامحت ورضيت فله ذلك.
وبعض الناس يتصور أن بر الوالدة أن تكون ساكنة معه، وهذا ليس بصحيح، بل قد تكون معه في الغرفة التي ينام فيها، وهو عاق لها، وقد تكون في مدينة وهو في مدينة وهو بارٌّ بها، لأن البر هو إرضاؤها، فلا يتصور إنسان أنه إذا سكنت أمه معه في بيته فإنه قد أبرها، بل قد يضربها في الصباح والمساء فيعقها، وقد تكون بعيدة عنه وهو بار بها، وهي راضية؛ فالرضا هو المطلوب.
وإذا سامحت وجوزت فلا بأس بذلك، حتى ولو قدم زوجته في بعض الأمور إذا سامحت أمه، كأن يسافر بزوجته أو يزيدها من الحلي، أو الملابس، أو السكنى، فإن قالت: عفا الله عنك ورضيتُ وسامحتُ، فهو مأجور ومشكور، وقد فعل الخير والأصوب.