أيها الإخوة الفضلاء! أصول الخطابة عشرة أصول:
الأصل الأول: الإخلاص، أن يكون العمل خالصاً لوجه الله.
اليابانيون اليونانيون والصينيون يتعلمون الخطابة ويؤثرون في الناس إما لأجل الانتخاب أو لأجل الاقتصاد، أو لسحب الرأي العام، أو لاجتلاب محبة وكسب أصدقاءٍ، أما نحن فلتبيين الحق الذي بعث به عليه الصلاة والسلام، ولا يحق لي أن أجلس هنا أنا ولا غيري لنتكلم نحن عن عظمتنا، وذواتنا، ومقامنا، وذكائنا، وعبقريتنا، إنما أتينا هنا لنتكلم عن عظمة العظيم، وعن حكمة الحكيم، ونعرف به خلقه فقط، ليس لنا شيء، فهو الذي خلق اللسان والحبال الصوتية والصوت، فالمنة له، فالإخلاص: أن يكون العمل خالصاً لله {أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} [الزمر:3].
الأصل الثاني: العلم، إن من المآسي أن يتأخر طلبة الشريعة، وحملة القضاء، وأهل الميثاق عن المنابر ثم يصلون مأمومين أمام عوام يخطبون فيسيئون للشريعة وصاحب الشرع عليه الصلاة والسلام.
الأصل الثالث: الإلقاء وليس مقصودي بالإخوة الثمانية أن يتكلموا بأي كلام، ولذلك قد تلاحظون مني ومنهم أن الواحد منا يريد أن يلقي أي شيء، ولذلك ابن القيم يحبذ في مدارج السالكين أن تؤثر في الناس في الإلقاء، كيف تشير؟ كيف تختار العبارة القوية؟ متى ترفع صوتك؟ متى تخفض صوتك؟ ومتى تغضب؟ متى تهدئ من الصوت؟ ومتى تستفهم؟ ومتى تقف؟ ومتى تضغط على الكلمة؟ ومن أحسن ما سمعت خطيباً في هذا العصر -لولا بعض الملاحظات-: عبد الحميد كشك، ولذلك تسمع كيف يضغط على الكلمة، وكيف يحرك الجماهير، وكيف يهدأ يهدأ حتى كأنه الليل في آخره ثم يثور يثور كأنه السيل أقبل، ثم يتصدع قلبه ثم يستفهم ثم يلقي الشعر، ويحبس أنفاسه عند آخر القصيدة، ثم ينتزع الناس حتى لا يملك الناس مشاعرهم، هذه خطبة وتأثير، حقاً ولذلك لك أن تسمع أشرطته، ولك أن تقلد الخطباء البارعين ولو ببراعة نسبية.
وليس المقصود أن تقرأ على الناس قراءة فإن الناس كلهم يستطيعون أن يقرءوا، لكن كيف تستطيع أن تؤثر وتوصل المعلومة؟ يقول النعمان بن بشير: {كنت في السوق -سوق المدينة الزوراء والرسول عليه الصلاة والسلام يخطب فرفع صوته ووعظ وأنذر وحذر حتى سقطت خميصته من عليه} ويقول أنس: {وعظنا رسول الله عليه الصلاة والسلام فالتفت في المسجد إلى الصحابة وكل قد وضع رأسه بين ركبتيه ولهم حنين من البكاء} ويقول جابر: {كان صلى الله عليه وسلم إذا خطب اشتد غضبه، وعلا صوته، واحمرت وجنتاه، وكأنه منذر جيشٍ، يقول: صبحكم ومساكم} هذه الكلمة، لا أن تأتيني بوعظ بارد، وتأتي لي بزجر وتجعله في سهولة ويسر، لا.
نحن أمام فن خطابة.
وفن الإلقاء أن تكون متفنناً في إلقائك، ولا تخف، ولا تقل: رياءً أو سمعة، أو ظهوراً أو شهرة، لا.
أنت صاحب الأسلوب واقصد به وجه الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى.
الأصل الرابع: معرفة الواقع الذي نعيش فيه، فللبادية خطبة، وللحاضرة خطبة، ولأساتذة الجامعات خطبة، ولطلبة العلم خطبة، ولكبار السن كلام، لأن من أوتى الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً، وكان عليه الصلاة والسلام يحدث الناس على قدر عقولهم.
الأصل الخامس: اجتناب الأحاديث الموضوعة، أما أن تأتي بحديث وهو موضوع وتحمل تبعة العمل به، فأنت المسئول عند الله، ويصبح البعيد كاذباً يتبوأ مقعده من النار؛ لأنه يعلم الناس الكذب على منبر الرسول صلى الله عليه وسلم.
الأصل السادس: أن يكون الخطيب عاملاً بما يقول، ولذلك أُبطلت مصداقية كثير من الخطباء، في كثير من الأمكنة بسبب أنهم خالفوا ما دعو إليه، كأن يحذر الخطيب من شهادة الزور ثم يشهد على جيرانه بها، ويحذر من قطيعة الرحم ويكون أول قاطع للرحم، ويحذر من أخذ أراضي الناس ظلماً وعدواناً، ويعرف الناس في المسجد أنه أخذ أراضيهم، فلذلك يبكي على المنبر ولا يبكون، يقولون: أراضينا عندك!!
الأصل السابع: ترك التجريح، فلا يستخدم المنبر ليشفي غليله ولينتقم لنفسه فإن بعضهم يأخذ هذا، فتجده إذا تكلم لقبيلته أو جماعته أو حيه أو مستمعيه لا يحترمهم، ربما لأمور في نفسه يثور عليهم وينتقم منهم ويقول: أنتم تفعلون كذا وكذا وكأنه يبرئ نفسه، وسمعت أن أحد الخطباء فيه حمق وقف يقول: يا أيها الناس! لا تركنوا إلى أنفسكم، ولا تأمنوا مكر الله، والله لا أضمن أنا، وهو أنا لا أضمن لنفسي الجنة! أو كما قال، وأحفظ من هذا الكثير، فترك التجريح مطلوب، كان صلى الله عليه وسلم يقول: {ما بال أقوامٍ يفعلون كذا وكذا} ويقول: {يا بني عبد الله! إن الله أحسن اسم أبيكم، فأحسنوا العمل والاستجابة}.
الأصل الثامن: الجذب، أن تكون جذاباً بأسلوبك، فلا بأس أن تدخل الخطبة بقصة، ثم لا تخبر من هو بطل القصة، انظر هؤلاء المنحرفين كيف ملكوا أسماع الناس وأبصارهم بالتأثير العالمي، بالأساليب وبالأطروحات، تأتي بقصة ولا تذكر بطلها، وتبدأ بقصيدة ولا تذكر صاحبها، وأحياناً تبدأ مستفهماً متأثراً، أحياناً تبدأ هادئاً ثم تثور بصوتك، فالجذب فن، ولم أجعل مثل هذه الندوة ولا يجعل زملائي وإخواني مثل هذه الندوات إلا لتعليم فن الخطابة، ولا أعرف أن هناك جهة تتولى تعليم الناس الخطابة، مع أن في تركيا معهد الخطباء، قابلنا ما يقارب 400 منهم خطباء مؤثرين بلغتهم، وفي الدول الشرقية والغربية معاهد وجامعات للخطابة وأقسام ليؤثروا في الناس.
الأصل التاسع: إجادة اللغة العربية، ألا تلحن، واللحن خدش في الوجه، ولا أعلم أحداً الآن إلا ويلحن لا من العلماء ولا من الخطباء، لكن قليلاً قليلاً.
سامحن بالقليل من غير عذْل ربما أحسن القليل وأرضى
ونحن لا نقول للخطيب: إنك تستطيع أن تكون كـ علي بن أبي طالب رضي الله عنه أو كـ زياد بن أبيه، لا.
لكن يقلل من اللحن خاصة في كتاب الله عز وجل، وفي سنة الرسول عليه الصلاة والسلام، وأحد الخطباء يقول: واتقوا يومٌ ترجعون فيه إلى الله، (يومٌ) هل يحل له أن يصرف كتاب الله عز وجل ويلعب به على المنبر، ولو لحن في الكلام المجرد لكان سهلاً، أما في كتاب الله فلا.
الأصل العاشر: أن يكون مستغفراً داعياً لله منيباً إليه قبل أن يصعد إلى الناس؛ لأن الموقف صعب، وكان بعض الصالحين يمرغ وجهه في التراب قبل أن يصعد ويقول: (اللهم ثبت قلبي وسدد لساني) ورأيت في ترجمة شيخ الإسلام رحمه الله أنه قبل أن يتكلم في مجلس درسه كان يقول: (اللهم بك أصول وبك أجول وبك أقاتل) ويدعو الله ويبتهل كثيراً، وكان من عادة ابن تيمية كما ذكر ذلك ابن عبد الهادي في كتاب العقود الدرية أنه إذا أراد أن يتحدث للناس بعد العصر، ويزدحم الناس عليه، الخطباء والعلماء، والأصوليون والمفسرون، والنحاة والفقهاء، فكان إذا أراد أن يتكلم أغلق عينيه؛ لأنه كان يغرف من بحر وما كان يتلعثم ولا يتوقف، مثل البحر إذا أقبل هائجاً مائجاً، ولذلك أثر في مسار التاريخ، ولا أعلم الآن عالماً أثر في مسار التاريخ مثل ابن تيمية بسبب قوته وحجته وبيانه، وهو يقول في اقتضاء الصراط المستقيم أصول النبوغ بين الأمم جميعاً: " البيان والحفظ والفهم ".
البيان: أن يكون لك لسان تؤدي رسالة الله به، والحفظ: أن تحفظ النصوص الشرعية، والفهم: أن تستنبط، فهذا من أصول الخطابة.
وأذكر أن أبا معاذ الرازي الخطيب العظيم كان إذا صعد المنبر دعا الله وبكى ثم جلس قليلاً ثم بدأ كلامه، وكان لا يبدأ كلامه إلا بهذا البيت يقول:
وغير تقي يأمر الناس بالتقى طبيب يداوي الناس وهو عليل
فيبكي الناس.
أيضاً: أن يكون مستهلاً خطبه بما يسمى براعة الاستهلال، فإن أول الخطابة لها دور في استثارة الناس، أن تبدأ مع الناس ببراعة حتى تجذبهم إليك، المنذر بن سعيد البلوُّطي عالم الأندلس كان خطيباً في الزهراء، والزهراء كانت لـ الناصر بناها ومكث فيها سنوات حتى أصبحت من مشاهير مدن الدنيا، فأراد أن يعظ هذا السلطان فيوم الجمعة بعد أن انتهى من البناء وعمل حفلاً للناس أجمعين ليحضروا في المدينة، فقام المنذر فحمد الله والتفت إلى الخليفة وقال، قال الله تعالى: {أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ * وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ * وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ} [الشعراء:128 - 130] فتأثر الناس، لأن هذا مطلع عظيم.
أيها الإخوة الفضلاء! هذه بعض المسارات في الخطابة التي هي من النقص الذي نجده في عالم الدعاة فضلاً عن عامة الناس أو عن العاديين من الناس، لأن الكثير منهم الآن لا يمنعهم من التحدث إلى الناس إلا عدم الجرأة وعدم المعرفة بكيف يكيف نفسه مع الناس، ولا يعرف ما هي موضوعات الناس، وما هي الأطروحات التي ينبغي له أن يطرحها بين يدي الناس.
أيضاً -أيها الإخوة- لا يظن أحد أن من يتكلم بفصاحة وبراعة أنه أفضل الناس، فإنه ورد عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: {البيان والبذاء شعبتان من النفاق، والعي والحياء شعبتان من الإيمان} هذا في سنن الترمذي ولا تحملوا هذا بالعكس أن يقول أحدهم: عدم استطاعة الكلام علامة الإيمان، بعضهم عفريت في الكفر والنفاق لا يستطيع أن يذكر اسمه، وبعض المؤمنين كـ أبي بكر وعلي إذا تكلم يكاد يبكي الحصى، لكن ليس الفضل فقط بفصاحة العبارة وبقوة الصوت إنما بأمور أخرى أرادها الله وهي: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات:13].
أيها الإخوة الفضلاء! أشكر الإخوة باسمكم وأطلب منكم الدعاء لهذه الأمة لدعاتها وعلمائها وطلبة العلم والصالحين حتى يحفظها الله بهم ويحفظهم بها.
أيها الإخوة! أطلب منكم دعاء بظهر الغيب لإخوانكم المسلمين المستضعفين، فقد قرأت في بعض الملاحق وعلمت من بعض العلماء أن هناك مآس في العالم الإسلامي لا يعلمها إلا الله الواحد الأحد، ففي تونس ثلاثون ألفاً من المسلمين والمسلمات في السجون يعذبون تعذيباً عظيماً لا يعلمه إلا الله، وقد أخبرني أحد العلماء من تونس وفد إلى مكة يقول: يؤتى بالمرأة فتجرد من ملابسها كهيأتها يوم خلقها الله، ثم يدار بها في الزنزانة على أخيها وأبيها وتجلد أمامهم، وهذه يقين قالها كثير من العلماء حتى وصلت إلى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، ثلاثون ألف مسلم ومسلمة يعذبون، ويصهرون، ويضربون، ويصيحون، ويستغيثون فنحول حالهم إلى الله، ينفعهم دعاؤكم لهم في ظهر الغيب.
في الجزائر ستة آلاف وأكثر نصبت لهم خيام في الصحراء تصهرهم الشمس، ولا يُسلم لهم في اليوم إلا وجبة واحدة، وكنت مساء الأربعاء مع بعض الدعاة من دعاة البلاد وقرئت على سماحة الشيخ رسالة قرأها الشيخ سلطان الخميس من الجزائر ونحن جلوس مع سماحته وصلت إليه قالوا: يا سماحة الشيخ! يا علماء الأمة! يا دعاة الأمة! إنا نسأل الله عز وجل أن يفك أسرنا، إنا نطرح مشكلتنا عليكم ثم ذكروا لنا القصص: يُؤتى بالرجل فتحلق لحيته وحاجباه، ثم يُنكل بهم تنكيلاً لا يعلمه إلا الله، ذنبهم أنهم قالوا ربنا الله وسجدوا لله، ويطلق على الطفل المسدس أمام أمه حتى تموت حزناً وهماً، والرسالة أنا لا أتخولها فبإمكان أحدكم أن يسأل سماحة الشيخ وأنا مسئول عما أقول، أنا أتكلم الآن أمام ثلاثة آلاف، كانت الرسالة مساء الأربعاء وقرئت على سماحة الشيخ فما كان منه إلا أن اهتز باكياً؛ لأنها مؤثرة، وهي دعوة للعلماء والدعاة أن يدعوا لهم، فإنهم في ضنك لا يعلمه إلا الله.
يأتي رجل مشرد ثم ينزل الجنود والجيش يحملون السلاح والدبابات ويغلقون المساجد على الناس ويقودونهم إلى السجن باسم التطرف والأصولية؛ لأنهم يريدون الله، أيُّ قلب لمسلم لا يتفاعل مع هؤلاء، ولا يعيش قضيتهم، ولا يسأل الله لهم، أين الولاء؟ والله عز وجل يقول: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} [التوبة:71] أما الكفار والمنافقون فقال: {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ} [التوبة:67] أجزاء كأجزاء البهيمة، أما أولئك فولاية حب ودعاء ونصرة.
يا أيها الإخوة! مَنْ مِنَّا بكى؟ والله تصور أن أختك أو زوجتك تعيش في الزنزانة مجردة؟ تضرب ليل نهار، لكن أنا أسألكم أين قلوب هؤلاء؟ لا يرحمون، اسمعوا إذاعة لندن وصوت أمريكا وهي تصيح صباح مساء لـ تونس والجزائر: أعدمتم الإنسان، ومزقتم الإنسان لا يحق لكم هذا، وهم كفرة أصبحوا أرحم من هؤلاء -حقوق الإنسان- تصيح إليهم، وأرسلت وفداً إلى تونس والجزائر تناديهم أين حقوق الإنسان؟ ومع ذلك تجد الإنسان محترماً في أمريكا وفرنسا وبريطانيا أقولها ولو خالفني الكثير، فتأتي تلك الدول وتنادي باسم حقوق الإنسان، وترسل اللجان، وتعنف على هؤلاء ولكن يأتي هؤلاء بلا رحمة وينزلون الطوابير التي فشلت في قتال إسرائيل، أين الجيوش هذه التي لم نرها تقاتل إسرائيل؟ بلادنا في فلسطين وفي أفغانستان وفي الأندلس وفي لبنان مسلوبة، فإذا أتى قمع الدعاة وطلبة العلم والأخيار نزلت الجيوش في الشوارع تضرب وتهبد في عباد الله عز وجل!
يا عباد الله! أنا لا أقول هذا إلا رجاء أن ينفعنا الله بهذا، فإنها من الميثاق فالله عز وجل يقول: {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ} [الأحزاب:39] ويقول: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [البقرة:159 - 160].
أنت لا تعيش فقط في هذه الجزيرة أنت مسلم، وكل مسلم على وجه الأرض أخوك تتألم لألمه يقول صلى الله عليه وسلم: {مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر}.
أنا الحجاز أنا نجد أنا يمن أنا الجنوب بها دمعي وأشجاني
بـ الشام أهلي وبغداد الهوى وأنا بـ الرقمتين وبـ الفسطاط جيراني
وفي ثرى مكة تاريخ ملحمة على رباها بنينا العالم الفاني
في طيبة المصطفى روحي وا ولهي في روضة المصطفى عمري ورضواني
النيل مائي ومن عمان تذكرتي وفي الجزائر آمالي وتطوان
وأينما ذكر اسم الله في بلد عددت ذاك الحمى من صلب أوطاني
دمي تصبب في كابول منسكباً ودمعتي سفحت في سفح لبنان
اللهم يا كريم! أسألك من على هذا المنبر الكريم، في هذا الموقف الكريم، في هذا الجمع الكريم، أن تنصر المسلمين وأن تعز بهم الإسلام، اللهم إن زرع الباطل قد سنبل، وإن شوك الكفر قد حنظل، اللهم فيدٌ منك حاصدة لا تبقي له بقية، اللهم احمنا وانصرنا واهدنا وتولنا واحفظنا من كل مكروه، واجعل العاقبة لنا يا رب العالمين.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.