إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
أيها الإخوة الكرام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عنوان هذا الدرس: (دعاة المستقبل) وأستميحكم عذراً فقد كان من المعهود أن يكون هذا الدرس لمسلمين أمريكيين وليم جنسون ورايت جنسون وقد وفدا إلى أبها قبل أسبوع، وطلبنا من فضيلة الدكتور عبد الله أبو عِشِّي وأصحاب الفضيلة الدكاترة ترجمة ما يقولون لكم، ولكن قدر الله وما شاء فعل، أحدهم اتصل به أهله، وتوفي أبوه وهو مسلم فسافر قبل هذا الموعد، ثم رأينا أن نقدم لكم شبابكم وأبناءكم وأفلاذ أكبادكم ليتحدثوا إليكم الليلة، ثم بالمناسبة أشكر الإخوة الذين يتقدمون بقصاصات وصحف ومجلات مما يخص الإسلام والدعوة والدعاة، حتى نكون على بينة، أشكرهم على جهدهم وغيرتهم.
قبل هذا معي قصيدة هي بنت الساعة بعنوان (تباركت يا ذا الجلال)
تباركت يا ذا الجلال
وربك ذو السلطة القاهرة
قلوب من الحب ينسجها محمد في بردة طاهرة
ويغمسها في سناه رؤاه بها بل علاه تعيش برياه في آصره
تباركت صوت الرعاة.
وهمس السواني حداء الجلال
لك الحمد دنيا وفي آخره
تباركت ترسل دمع المحب على وجنتيه
لك الحب صفواً
أردت لنا يا إله جناً
ما درى قاطفيه
بأن لنا في جنادريتنا قصة الأذكياء
عباقرة نحن ننتج ودلواً وغرباً من الجلد في معمل الكيمياء
بعيراً نسيره للأنام كمركبة في الفضاء
تراث من الجير والخزف النائم في غرف الأقوياء
نحفِّظ أنشودة البدو سكان روما
ونسأل أصحابنا في جنيف
ألم تجدوا الناقة الحائرة
فلا بدر لا زمزم لا أبو بكر نعرضه في القديم
لأن التراث جديد ونحن نحب الجديد سوى الدلوِ والغربِِ والجرة العامرة
صواريخنا أرض جو من الرقصات على ضربة الزير في الهاجرة
نسينا مع العرض صوت بلال وجبة سعد ودرة فاروقنا الظافرة
سنخبر كل العوالم أن لنا من المجد كبري المشاة مع قاطرة
قديم هو القيروان مع بيت لحم مع الأزهر الراقد في القاهرة
فلا تدخلوا في النوادي مالك والشافعي فقد حُنِّط القوم في الحافرة
فضيلة الدكتور عبد الله أبو عشي! فضيلة الدكاترة الذين حضروا! أيها الجمع الكريم! سوف يكون لهؤلاء الفضلاء موعد آخر إن شاء الله ليقدموا ما عندهم ولتلتقوا بهم في ترتيب أرتبه معهم بإذن الله سُبحَانَهُ وَتَعَالى.
ولكن رأيت من المصلحة أن أقدم دعاة المستقبل الذين سوف يكونون بإذن الله غداً هم رجال المنابر والمتحدثون للناس، وكان قصدي من هذا والله الموفق أموراً:
الأول: أن تكون هناك طاقات تستغل وتوجه، وهي المناجم البكر التي تكتشف في عالم الخطابة.
الثاني: التمرين والتدريب ليجرأ الواحد منهم لمقابلة الجمهور، والعجيب أن الغربيين والشرقيين سبقونا في تأسيس جامعات ومعاهد وأقسام للخطباء والخطابة، وهو فن الخطابة المؤثر، وكتبوا عن ذلك في مجلدات ومؤلفات، فحق علينا أن ننشئ أقساماً ومعاهد ودورات نعلم فيها أبناءنا مقابلة الجماهير والخطابة لأنها آصرة.
الثالث: عنيت أن تكون الكلمات التي تلقى مكتوبة من الكتاب والسنة بما ينفع الناس في دنياهم وأخراهم، أنا أقدمهم لكم هذه الليلة وهم ثمانية من أبنائكم وشبابكم ومن جيلكم.
لكن أبشر هذا الكون أجمعه أنا صحونا وسرنا للعلا عجبا
بفتية طهر القرآن أنفسهم كالأسد تزأر في غاباتها غضبا
عافوا حياة الخنا والرجس فاغتسلوا بتوبة لا ترى في صفهم جنبا