أما تربية الناس على العواطف، فمثل المجاملة، بعض الناس لا يستقيم إلا مجاملة، أو إعجاباً بأشخاص، وقد رأينا بعض الناس قد يرافق في مركز صيفي، أو مخيم، فلحبه لبعض الأشخاص يستقيم، لا لحبه الله، ولا لحبه رسول الله، يعجبونهم في دلهم وسمتهم كذا فيستقيم، ثم ينحرف؛ لأنه استقام للمجاملة، وبعضهم يستقيم للدرجات وللمنافع، كما يفعل بعض الطلبة إذا أتت أعمال السنة ربى لحيته، فأصبح كأنه من الفقهاء السبعة، وجلس في الفصل هادئاً، وسوى غترته بخشوع وخضوع، وعليه آثار السكينة حتى كأن من رآه تستقر الثعالب على رأسه من السكينة، فإذا -وهذا حاصل- وضعت الدرجة، حلق لحيته.
صلى وصام لأمر كان يطلبه لما انتهى الأمر لا صلى ولا صاما
{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ} [الأعراف:175].