ومن أسباب الانحراف أيها الأخيار: الغفلة.
ولا يصاب العبد بشيء أعظم من الغفلة، والغفلة ركن من أركان الكفر كما قال أهل العلم.
قال سبحانه: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} [الأعراف:179] مرض الغفلة مرض خطير، فتجده ينتبه لكل شيء إلا للدين، والذكر، والقرآن، تجد أحدهم يعتني بكل شيء: بسيارته، وبمطعمه، وبملبسه، وبمشربه، وبكل شأن من شئون الحياة، ولكن لا يعرف الدين، سبحان الله! عرف الإنسان حتى جهاز الكمبيوتر، ولا عرف الطريق إلى الله، وتجده مشغولاً عن الدين ومستعداً أن يضحي بكل وقت إلا في الاستقامة، مستعد أن يتكلم عشرات الساعات لكن بغير ذكر الله، وأن يقرأ من المجلات والصحف ما شاء، لكن في غير كتب العلم.