علم الباطن

ومن العلوم الدخيلة: علوم الباطن التي أتى بها غلاة المتصوفة، وعبدوا الله بالتشقيق والتدقيق، حتى بلغ بهم الحال إلى أن تزندقوا وخرجوا من الدين جملة وتفصيلاً، فقالوا: لا تصلوا الظهر، اجلس مكانك فإن الصلاة تزكية الباطن، وما دام أنه زكى باطنك فقد سقطت عنك الصلاة، قالوا: والصيام؟ قالوا: حفظ أسرارنا، أن نحفظ أسرارنا، فإذا حفظنا أسرارنا فقد سقط عنا الصيام, فلا نصوم رمضان، قالوا: والحج؟ قالوا: الحج زيارة مشايخنا، فإذا زرت الشيخ فقد حججت البيت، بل أفضل، هؤلاء تزندقوا وخرجوا من الملة، ويلحق بهم من تعمق في علم (دقائق القلوب وخطرات النفوس) قال الذهبي ليس منهج أهل السنة، وقال ابن رجب: " في فضل علم السلف على علم الخلف: ليس هذا منهج الصحابة التدقيق في الخطرات والواردات في النفس، وليت كتاب الرعاية للحارث المحاسبي لم يؤلف.

ومما يؤخذ عليه في بعض الجوانب، كتاب مدارج السالكين، ومن أنا حتى ألوم ذاك الشيخ الذي نتقرب إلى الله بحبه، ونسأل الله أن يحشرنا في زمرته، وأن نتولاه، لكن هناك مسائل نبه عليها بعض المحدثين: أنها من التعمق الذي ما عرف في الصدر الأول، كمنزلة البرق واللمع والفناء إلى غير ذلك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015