الإخاء الصادق: عمر وأبو عبيدة

عند ابن كثير وابن جرير أن عمر عندما سافر إلى الشام قال: أين أخي؟

قالوا: كلنا إخوانك.

قال: أخي أبو عبيدة.

قالوا: يأتيك الآن.

فهو له أخ من نوع آخر، أخ قريب وحميم.

يقول عمر للناس: تمنوا.

فكلهم يتمنى أمنيته؛ فيقول عمر: أتمنى أن لي ملء هذا البيت رجالاً من أمثال أبي عبيدة رضي الله عنه وأرضاه.

فقال: أين أخي؟ قالوا: أخوك يأتيك الآن.

فأتى أبو عبيدة على ناقة ليس عليها قتب، وخطامها من ليف، فتعانقا وجلسا على الطريق يبكيان.

يقول أحدهما: تخلفنا عن الرسول صلى الله عليه وسلم وفعلنا وفعلنا.

قال عمر: يـ أبا عبيدة أريد أن أبيت عندك الليلة.

قال: تريد أن تعصر عيونك عندي بالبكاء؟

قال: أريد أن أبيت الليلة عندك؛ فأتى، وأبو عبيدة آنذاك أمير الأمراء، ودخل معه وقدم له خبز الشعير على الملح، يأكلون خبز شعير ولكن قلوبهم ترتحل إلى الله، إخاءً وحباً وصفاءً.

إن الدنيا ليس لها طعم مع الفرقة، إن الإمكانيات التي تطرح وتقدم من خدمات ليس لها مذاق مع الشتات؛ فجلس معه فلما أراد أن ينام قدم له شملة، افترش نصفها والتحف نصفها، فأخذ عمر الشملة يبكي داخلها، ويقول: أمير الأمراء على شعير، أمير الأمراء على ملح، أمير الأمراء على شملة!!؟

قال أبو عبيدة وهو يسمع بكاء الخليفة: أما قلت: إنك سوف تعصر عيونك عندي في البيت.

؟ سبحان الله! {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [الأنعام:90].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015