معاملة الكفار وفق الشرع

Q يوجد معنا في العمل معرضين وغير مسلمين كيف نعاملهم؟

صلى الله عليه وسلم أرى أن تعاملهم معاملة غير المسلمين، الحسن مطلوب، قال الله لبني إسرائيل: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً} [البقرة:83] أي: البسمة واللطف في الكلام كمن صنع لك معروفاً تقول له: شكراً ومن هذا الكلام، لا يعني أنك مسلم وهو كافر أن تدخل عليه مغضباً وتخرج مغضباً وأن تلعنه في الصباح وفي المساء وتدعو عليه، هذا ليس أمر، الرسول صلى الله عليه وسلم عامل اليهود بالتي هي أحسن، والنصارى بالتي هي أحسن، لكن هناك أمور ضبطها العلماء ولابد أن تأخذ منها موقفاً:

منها: أن تشعره بعزتك أنك مسلم، ولا تأتي إلى عدو الله الخواجة الذي هو أنجس من الكلب والخنزير وترفعه إلى درجة حتى توهمه أنه أفضل من المسلمين، أو يأتي في مراجعة فتقدمه على المسلمين المصلين الساجدين الراكعين، أو يأتي في أمر فتقدمه في الطابور على الناس، أو تجلسه وتترك الناس المسلمين واقفين، فهذه من الإهانة لدين الله عز وجل، وهذا من الجرح في صميم الإسلام، وهدم للإسلام، لابد أن تشعره أنه كافر، لكن لا يحملك هذا إلى أن تتعدى على شخصيته وتجرح شعوره، ثم إنك لا تجعله خدناً لك وصاحباً تزوره ويزورك، وتأنس به ويأنس بك، لا.

قال تعالى: {لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ} [المجادلة:22] ما دام حاد الله فلا تحمل له مودة وإنما تتعامل معه بحسن المعاملة وتسمى مصاحبة عمل أو طريق كما فعل ابن مسعود مع أحد اليهود صاحبه فأحسن إليه، فلما تفرقا نظر إليه ابن مسعود وودعه، فقال له الناس: مالك؟ أما تعرف أنه يهودي؟ قال: أعرف ولكن الله يقول: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً} [البقرة:83] هذا وارد، فلا بد من إشعاره بعزة الإسلام وإشعاره أنه الأقل، ولكنك لا تتخذه خدناً ولا صاحباً وهذه المعاملة تكون على هذه الضوابط.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015