{وكثرة السؤال}: قال الإمام مالك: "كثرة السؤال عن المعضلات" وهي أن يأتي أحدٌ إلى طلبة العلم والعلماء فيسألهم عن المعضلات؛ ليعجزهم فقط، دون إرادة الفائدة، فهذا يعتبر من هذا القبيل، وهو آثم، ويدل على فساد قلبه، حيث يأتي إلى العالم، ويحبك له سؤالاً صعباً، ومسألة صعبة؛ ليعجز هذا العالم، فهذا منهي عنه.
وقيل: كثرة
Q هو الذي يسأل أموال الناس تعففاً، وعنده مال وعنده ما يغنيه؛ لكنه يسأل، فهو شَحَّاذٌ دائماً، أغناه الله؛ ولكن فيه حب المسألة، وكما في الصحيح: {يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مُزْعَة لحم} ويعذبه الله بأن يتساقط وجهه يوم القيامة، ويبقى العظم؛ لأنه سأل الناس تكثراً، وقد صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: {من سأل الناس تكثراً فإنما يسأل جمراً؛ فلْيَسْتَقِلّ أو لِيَسْتَكْثِر}.
وقيل: كثرة السؤال في عهده عليه الصلاة والسلام قبل أن يُنَزَّل الوحي: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ} [المائدة:101].