يقول عليه الصلاة والسلام: {آكل الربا، ومُوْكِلُه، وكاتبه، وشاهداه إذا علموا ذلك، والواشِمَة، والموشومةُ للحُسْن، ولاوِي الصدقة، والمرتد أعرابياً بعد الهجرة، ملعونون على لسان محمد يوم القيامة} رواه النسائي وابن خزيمة والحاكم عن ابن مسعود، وهو حديث صحيح.
معنى المفردات:
(آكل الربا): الذي يتناوله أكلاً مباشرة، أو لُبساً، أو استخداماً، أو سكنىً، أو مركوباً، أو يمتهنه في تجارة.
(ومُوْكِلُه): الذي يُوْكِلُه غيره: كالصراف، والبائع، وحامل العقود، والكاتب عليها، والشاهد، وصاحب الإرشيف، والحارس، والفراش.
(وكاتبه): الذي يكتب العقود، ويوقع على المُسَيَّرات والشركات والحوالات.
(وشاهداه): اللذان يشهدان على العقد، إذا علموا ذلك؛ لأن الجاهل معذور.
(والواشِمَة): هي التي تَشِمُ نفسَها بحبر أو ما يشابهه، وتغرزه في جسمها أو في وجهها، وهي التي تَشِمُ غيرها أيضاً.
(والمَوْشُومة): التي تطلبه من غيرها، أو تطلب غيرَها أن يَشِمَها، وهو غرز الحبر أو المداد أو نحوهما في الخدود، وتَرَوْنَ كثيراً من النساء يفعلن ذلك؛ للحسن، بقصد الجمال.
(ولاوِي الصدقة): أي: مانع الزكاة والمماطل والمؤخر لها إذا حلَّت عليه، مثل أن يطلبه الإمام أن يدفع الزكاة، فيماطل، ويقول: بعد غد، ويطلبه ثانيةً، فيقول: بعد شهر، بعد شهرين، فيماطله.
(والمرتد أعرابياً بعد الهجرة): كيف؟ أي: أنه في عهده عليه الصلاة والسلام كان إذا هاجر الرجل من مكة إلى المدينة انتهى، لا يرجع، فإذا ارتد إلى الأعرابية والصحراء وترك الهجرة، فإنه هو المقصود.
(ملعونون على لسان محمد يوم القيامة): اللعن-نعوذ بالله منه- الطرد والإبعاد من رحمة الله، وقد لعن صلى الله عليه وسلم أصنافاً.
وشاهدُنا هنا: أول الحديث.
وقد صح عند مسلم من حديث جابر أنه قال: {لعن الله آكل الربا، ومُوْكِلَه، وكاتبه، وشاهديه، وقال: هم سواء}.
وعند الحاكم وابن ماجة بسند صحيح، يقول عليه الصلاة والسلام: {الربا ثلاثة وسبعون باباً، أدناها مثل أن ينكح الرجل أمه، وإن أربى الربا عِرض المسلم}.