يعيش معنا عليه الصلاة والسلام, يعيش معنا بعد خمسة عشر قرناً من وفاته, فكأنه بين أظهرنا الآن, نصلي فنتذكر قوله: {صلوا كما رأيتموني أصلي} نحج البيت العتيق فإذا هو يقول لنا: {خذوا عني مناسككم} ونأكل ونشرب, ونستيقظ وننام فهو يقول لنا: {من رغب عن سنتي فليس مني} نبدأ الطعام فإذا هو يقول: {قل باسم الله} وننتهي من الطعام فإذا هو يقول: {قل الحمد لله} , لباسنا على سنته, ومشينا على هديه, وجلوسنا على منهجه.
علمنا التوحيد بعد خيبة الشرك, كان الناس في خيبة ما بعدها خيبة, علمنا التوحيد بعد خيبة الوثنية ورجس الشرك, وعلمنا الحرية بعد ذل العبودية والتبعية لكسرى وقيصر, وعلمنا النبل والشرف والعزة.
إنه يتحدث عن دقائق حياتنا وسلوكنا، يتحدث إليك عن لحيتك وشاربك, يقول: اعف لحيتك وقص شاربك، ويتحدث لك عن أظفارك ويطلب منك أن تقلمها, ويتحدث لك عن غسلك من الجنابة، ويوجب عليك أن تغتسل بعد كل جنابة, ويسن لك أن تغتسل للجمعة, يتحدث لك عن ثوبك ما لونه.
؟ ما طوله.
؟ السنة عدم الإسبال، لا تلبس ذهباً ولا حريراً, يتحدث لك عن السواك وعن الطيب، وعن الجلوس والمشي, فإذا هو معك دائماً.
تأخرت عن وعد الهوى يا حبيبنا وما كنت عن وعد الهوى تتأخر
ظمئنا وفكرنا وشابت دموعنا وشاخت ليالينا وما كنت تحضر
أتسأل عن أعمارنا أنت عمرنا وأنت لنا التاريخ أنت المحرر