ومن مخططاتهم إبعاد المسلمين عن تحصيل القوة الصناعية ومحاولة إبقائهم لسلع الغرب (وهذا من التقرير في عام 1952م) يقول: وزير خارجية فرنسا الأسبق: "لا يوجد الآن دولة إسلامية تستطيع أن تعتمد على نفسها في الأسلحة، بل جعلناهم يستوردون الأسلحة من عندنا, ووضعنا في أذهانهم: أنهم إذا صنعوا السلاح فسوف يسقطون" أي: وضعوا في أذهان هؤلاء العرب أنهم إذا صنعوا السلاح فسوف يقتلون، فتجد كل شيء مستورداً؛ الطائرات والدبابات والسكاكين والخناجر والمسدسات والآربيجي, فكل شيء مستورد، وهذه هي النكبة العظيمة, وقاصمة الظهر أن يبقى هذا العالم الإسلامي مستضعفاً, ويستورد أسلحته لكن لقتال بعضه بعضاً، أسلحة الأردن لقتل الفلسطينيين في أيلول الأسود، أسلحة جمال عبد الناصر لقتل اليمنيين في صنعاء، أسلحة صدام حسين لذبح الكويتيين، وإسرائيل سالمة غانمة لا سلمها الله!
هذه مسألة إضعاف المسلمين إلى هذه الدرجة التي لا يتصورها إنسان، لذلك المسلمون -الآن- يفخرون بإنتاج البيض والقمح والماء البارد في قوارير ذات أحجام كبيرة وصغيرة, أما السلاح فهذا يهدد الأمن ويهدد المسيرة.
فيقول في كتاب جند الله صفحة (22): "فلنعط هذا العالم ما يشاء من الخبز والانتاج الفني" أي: نرسل له عوداً وكمنجة وطبلاً ودفاً وموسيقى، لكن لا تجعله يصنع سلاحاً، فالسلاح عند أولئك، ولا يرسلون إلا سلاحاً غير صالح للاستخدام.
قرأت في التاريخ الإسلامي المعاصر لـ جمال عبد الناصر في العدوان الثلاثي وأنه أرسل له أسياده دبابات قد عفا عليها الزمن, وأصبحت غير صالحة للاستعمال، فلما أنزلها ليقاتل بها تحطمت جميعاً، ولما قاتل هو إسرائيل في حرب (67م) -التي يسمونها نكسة حزيران- أعطوه طائرات قد عفا عليها الزمن، وقد قال الخبراء الروس: إنها لا تصلح للاستعمال، فلما أتى ليرمي سحقت وسحق معها عبد الحكيم عامر، فهذا هو العالم الغربي ووضعه مع المسلمين.