تدمير أخلاق المسلمين وعقولهم وصلتهم بالله، وإطلاق شهوتهم, وهذا تدمير عظيم رأيناه فيمن يتسمى بالإسلام وهو عدو للإسلام, فتجده يعاقر الخمر ليلاً ونهاراً، وتجده يتعامل بالربا ولا يسمع بفتوى العلماء, ولا لشيء من ذلك، وتجده يسمع الغناء ويهجر القرآن، وتجده يرى أن هؤلاء الملتزمين والمستقيمين والمتدينين خطر يهدد الأمة, ويهدد المسيرة، فماذا يصنع بمثل هؤلاء هذا هو صنيعهم وهذه هي تربيتهم.
يقول باكتول: "إن المسلمين يمكنهم أن ينشروا حضارتهم الآن بنفس السرعة التي نشروا بها سابقاً بشرط أن يعودوا إلى أخلاقهم في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام" أن يعودوا إلى أخلاق أبي بكر وعمر، هذا ذكره في كتاب (جند الله) صفحة (22).
يقول زويمر رئيس جمعيات التبشير في مؤتمر القدس عام 1935م: "إن مهمتكم -أيها المبشرون0 ليس بإدخال المسلمين في النصرانية؛ فإنهم لن يدخلوا بهذه السرعة، إن مهمتكم أن تفصلوه من الدين" تجعلوه يعيش بلا دين.
أي: صلاة الفجر عنده أمر عادي ثانوي، لا حياة له مع القرآن، ومع الرسول صلى الله عليه وسلم ليس معه اتجاه، قد يصلي أحياناً وبعضهم قد يحضر الجمع، وبعضهم قد يقرأ المصحف، لكنه مفصول التصور ومفصول الفهم عن القرآن والإسلام، ولذلك وجدنا من يقول: الإسلام في المسجد فقط، لا تدخلوا شئون الحياة في الإسلام، لا تدخلوا الاقتصاد في الإسلام ولا السياسة ولا الإعلام في الإسلام، والإسلام أن تصلي في المسجد فقط، وهذا هو الذي يريده المستعمر زويمر رئيس التبشير، كلام زويمر هذا مذكور في (جذور البلاغ) صفحة (275) لمن أراد منكم أن يعود إليه.
قال: "كرسوا جهودكم على أن تملئوا هذا الجيل بالشهوات، قدموا له المرأة العارية والمجلة الخليعة وكأس الخمر".
ولذلك وجدت في العالم الإسلامي طائرات تحمل الزانيات المومسات من العالم الغربي, وتهبط بها في مطارات العالم الإسلامي، ووجدت فنادق في العالم الإسلامي للدعارة والعياذ بالله، ووجد من يسافر من العالم الإسلامي, ويمكث العطل والإجازات يفعل الأفاعيل ويقول: الله فقط في الجزيرة أما هنا فليس موجوداً، وهذه هي الشهوات التي نجح فيها المستعمر، وكان كما يذكر زويمر أن على المبشر أن يذهب ومعه فتاة من أوروبا؛ فإن العربي إذا رأى الفتاة انهارت قواه ونسي محمداً عليه الصلاة والسلام، يقول هو: إذا رأى الفتاه نسي محمد صلى الله عليه وسلم، ويقول محمد صلى الله عليه وسلم: {ما تركت بعدي فتنةً أشد على الرجال من النساء}؛ فنعوذ بالله من فتنتهن؛ فإنهن فتنة لكل مفتون.
ويقول زويمر نفسه في كتاب الغارة على العالم الإسلامي: "إن التبشير بالنسبة للحضارة الغربية له ميزتان: ميزة الهدم وميزة البناء، أن تهدم شخصية المسلم، فتخرجه من المسجد ومن القرآن ومن محمد صلى الله عليه وسلم، وأما البناء فنعني به تنصير المسلم إذا أمكن، ولكن إذا ما أمكن فيكفي أن تخرجه من الإسلام" هذا بمعناه في كتاب الغارة على العالم الإسلامي صفحة (11) فليعاد إليه.
يقول المبشر تاكلي وهو مبشر جاب أفريقيا وتوقف في نيجيريا ينشر المسيحية وانظروا يا إخوة لجلدهم! والله إن الإنسان يعجب، وقد حدثتكم قبل محاضرات: أن امرأة من فرنسا ذهبت تبشر بالدين النصراني في المجاهدين الأفغان، سبحان الله! الذين سحقت رءوسهم كالمجاهدين على لا إله إلا الله على صخور أفغانستان، والذين تقبلوا القنابل, كأنها عقود التفاح من السماء، والذين داسوا روسيا تريد أن تبشرهم بدين باطل، ذهبت بناموسية معها تهبط في الأودية, والبعوض تقرصها من كل جهة, وتنام على الثلج؛ من أجل أن تبشر بالدين، ونحن نقول لشباب الإسلام وخريجي الشريعة وأصول الدين: اذهبوا إلى البادية بسيارات فخمة وبمخيمات وبأكل وشراب, فعلموهم الفاتحة، فانظر إلى الجهدين!
قال عمر كما في مصارع العشاق وقد علقت عليه لمن أراد أن يعود إليه قال: [[اللهم إني أعوذ بك من عجز الثقة ومن جلد الفاجر]].
يقول تاكلي: يجب أن نشجع إنشاء المدارس على النمط الغربي العلماني لأن كثيراً من المسلمين قد زعزع اعتقادهم بالإسلام وبالقرآن, حينما درسوا الكتب المدرسية الغربية وتعلموا اللغات الأجنبية.
وتعلمها قد يكون فريضة أحياناً وقد يكون مستحباً، لكن مقصدهم من تعلمها أن تدخل عليك امرأة تعلمك اللغة، وأن تجلس في النوادي بحجة أن تتعلم اللغة، وأن تسافر الأسرة لتعلم اللغة، وقد وجد بعض الفتيات يسافرن من البلاد الإسلامية بلا محرم، ورأيت في بعض المقابلات, وبعض المراسلات في بعض الصحف أن بنات من الجزيرة العربية أنها تدرس في بروكسل وتهدي سلامها إلى والدها هنا، وذكر محمد الغزالي قال: "من أعجب ما أضحكني وأنا أستمع إلى صوت الإذاعة البريطانية لقاء مع أحد الناس الأعراب وأهله ينامون على أكوام الزبالات في الصحراء، تقول له صوت أمريكا: ماذا تهدي لوالديك -وهو في أمريكا ويريدون أن يهدي لوالديه- قال: أريد أن أهدي لهم أغنية عبد الحليم حافظ , وهم في الصحراء! ربما لا يعرفون ولا يجيدون الفاتحة وهم في خيمة وعلى كومة من زبالة ولا يجدون كسرة الخبز، قال: أهذا جهدنا؟ " والغزالي أحياناً له طلعات تعجبني.
يقول في تراثنا الفكري بين العقل والشرع: "أعرف أناساً يسيمون عباد الله العذاب في العالم الإسلامي، ويدخلون عباد الله السجون، ويعدمون الناس وكانوا يطاردون الجحشة في قراهم وأصبحوا الآن ينتقلون بطائرات السمت من مدينة إلى مدينة" هذه من المفارقات، وكلمة تاكلي في كتاب التبشير والاستعمار صفحة (8).
ويقول زويمر أهلكه الله: "ما دام المسلمون ينفرون من المدارس المسيحية فلا بد أن ننشئ لهم المدارس العلمانية " والعلمانية على قسمين لأن بعض الناس يظن أن الدعاة يكفرون كل من تمسح بـ العلمانية، علمانية في تصورها غموض، قد تجد الواحد منهم يصلي، ويحج، ويعتمر، ويبر والديه ويقول: الإسلام فقط في المسجد، خطبة الجمعة لا يدخل فيها غير الصلاة وغير التيمم ومسح الخفين، لكن لا تتكلم في الحياة، محمد صلى الله عليه وسلم وأنت والمسجد والقرآن في المسجد، لا تخرج الإسلام إلى خارج المسجد، هؤلاء تصورهم ضعيف وهم مخطئون وليسوا بكفرة، أما من رأى أن الأمة يجب أن تعيش عيشة مادية لا دينية منفصلة عن الإسلام، فهذا كافر بإجماع أهل العلم، كلام زويمر هذا موجود في كتاب الغارة على العالم الإسلامي صفحة (82).
ويقول جب: "لقد فقد الإسلام سيطرته على حياة المسلمين الاجتماعية، وأخذت دائرته تضيق شيئاً فشيئاً حتى انحصرت في طقوس محددة" ثم يتوجه بالشكر هو ويقول: "لقد علّمنا المسلمين أن الإسلام لا يمكن أن يحكم الحياة" وقد علموا أبناء المسلمين هذا فحسبنا الله ونعم الوكيل، انظر الاتجاهات الأدبية الجزء الثاني صفحة (204،206) تأليف محمد حسين رحمه الله، وله كتاب اسمه حصوننا مهددة من الداخل، وهو كتاب هذا الأسبوع؛ وأشير عليكم أن تقرؤه، وأرجوكم خاصة أنتم يا طليعة الخير! ويا طلبة العلم!