الوصول إلى من في وصوله الخير والنفع

أيضاً: المطلوب مد الجسور مع الناس، والوصول إلى من في وصوله الخير والنفع، وإذا رأيت أن من النفع أن تصل إلى هذا الرجل، أو إلى ذاك، فصل إليه وتبسم له وحاول أن تكسبه.

موسى عليه السلام أرسله الله إلى فرعون، أنا قرأت وأنتم قرأتم أيضاً، وهذه موجودة في كتاب الشيباني في ترجمته لـ ابن تيمية فيما أظن أن ابن تيمية كان يخرج غالب الأيام ويذهب إلى ابن قطلوبك فيدخل عليه في قصره كثيراً، فيقول السلطان -مجاملة-: يا شيخ! يا إمام! أنت أولى أن نزورك في البيت، قال ابن تيمية: دعنا من كدوراتك، كان موسى يأتي فرعون في اليوم مراراً، فالله يرسله يقول: {اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى} [طه:43] لا تنتظر أن يأتيك يطرق عليك بابك، لو بقيت خمسين سنة ما أتاك؛ لأنه غني عنك، ويتصور أن الدنيا عنده، وأن القرار بيده وأنه هو المؤثر، ولماذا يأتي عندك؟ فأنت تذهب إذا رأيت أن هذا الأصلح، وتتوكل على الله، وتدعو الله أن يكون عملك خالصاً لوجهه في نفع المسلمين، ثم لا تنافق ولا تجامل، ولا تتنازل عن ذرة من دينك، ولا تخاطر بمبادئك وتقدم النصح مثلما فعل أئمة الإسلام الزهري وابن تيمية وأحمد فعلوا ذلك.

أيضاً: الدعاة كالأطباء يأتون مرضى الناس، والناس قريبون من الداعية، فهم على الفطرة، والرسول عليه الصلاة والسلام يجوب الأسواق والمنتديات ويصل إلى الطائف ويدخل سوق عكاظ، ويتكلم مع المنافقين ويصل إلى اليهود، ولكن صنف من الناس يريد أن يأتي الناس إليه في بيته ويطرقون عليه بيته.

أنا أرى أن من النقص عند بعض المشايخ الأجلاء أنهم فوتوا وفرطوا وخسروا الجيل، خسروا الشباب صراحة، أيظن العالم أن من مهمته أن يبقى في بيته حتى نطرق عليه الجرس عشرين مرة، ثم يخرج نسأله عن مسألة في الطلاق والحيض فقط! أهذه مهمته في الحياة! ابن تيمية يا أخي! كان على الرصيف وفي المسجد، وفي السوق، وفي المعركة، ومع البقالين، أنا أريد العالم أن يكون مع الناس ومع العامة والأطفال والشباب في كل مكان، هذا هو العالم، العالم يتبسم، العالم يفرح أن يطرق بابه، ويرحب بهذا الجيل، ويحمد الله أن أتي إليه، وأنه حُبَّ في الله عز وجل.

فأنا أقول: إن الكثير خسروا بسبب هذه الممارسات.

أيضاً: يقول سُبحَانَهُ وَتَعَالَى للرسول صلى الله عليه وسلم: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} [المائدة:67] فعمم التبليغ، التبليغ ليس لطائفة فقط، كثير من المراكز الصيفية والمخيمات لا يدعى إليها إلا الملتزمون مع أنهم أصلاً جاهزون من قبل، الملتزمون مهيئون للطاعة، لكن من يذهب إلى المقاهي، وإلى المنديات، ونوادي الكرة، والمسرح، والملاعب، والقصور، والفلل؟ الدعاة المخلصون.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015