قرأت من قريب كتاب الحق الدامغ، وهو للخليلي من عمان، واكتشفت فيما بعد أنه خارجي، وأتى بأهل المعاصي فأخرجهم من الملة جملةً وتفصيلاً، ولو سرنا على قاعدته، لخرجت دول الخليج من الإسلام ولم يبق أحد، وهذا المنهج خارجي بحت، والرجل في كتابه مبتدع، لأنه دافع عن ثلاث قضايا، وأنا أحذركم من هذا الكتاب، وهو يباع في الأسواق وهذه القضايا هي:
1/ أن الله لا يرى في الآخرة.
2/ أن أهل الكبائر كفار.
3/ أن القرآن مخلوق.
وهل أخطأ المعتزلة وكثير من الخوارج إلا بهذه المسائل وأمثالها وبدَّعهم أهل العلم إلا بها، فنعوذ بالله من قلة الفقه في الدين.
للكفر موانع وله مقتضيات، قد تتخلف بعض المقتضيات وتوجد بعض الموانع، فأنت تجد إنساناً قد يقول كلمة هي كفر، لكن له موانع، أو مقتضيات، أو تسأله عن حكمها فلا يدري! يأتيك رجل في أرض المسلمين، لكنه عاش في البادية لم يصل الصلوات الخمس، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: {من ترك الصلاة فقد كفر العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر} فتقول: كافر، هذا ليس بصحيح.
بل تسأله: هل الصلوات الخمس مفروضة؟، فإن قال: نعم أعلم ذلك، لكني لا أصلي، حينها يكفر، لكن قال: لا أعلم ذلك، ولا أسمع بالصلوات الخمس إلا منك الآن، فهذا لا يكفر، وقس على ذلك من أمثالها.