Q إن الدعاة عندنا في البلاد يَنالُ منهم الفسقة, ويتكلمون فيهم في المجالس حتى تكلم في سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن باز، والشيخ/ ابن عثيمين، وتكلم فيكم، وفي الشيخ/ سلمان وناصر العمر؟
صلى الله عليه وسلم الأمر الأول أقول: {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا} [الحج:38] فإن كنا مؤمنين دافع الله عنا.
الأمر الثاني: على الدعاة أن يتصدقوا بأعراضهم ثم لا يعودون في الصدقة فتبتلى في سبيل الله -كما فعل بالرسول صلى الله عليه وسلم- وبدمائهم وبأموالهم.
الأمر الثالث: ينبغي على المؤمنين أن يدافعوا عن عباد الله عز وجل, فإن من خذل أخاه المسلم خذله الله في موطن يحب أن ينصر فيه, وما من مجلس إلا ويحضره صالحون, فإذا سمعت أن عالماً أو داعية أو طالب علم تنتهك كرامته وتداس، فما موقفك إلا أن تدافع عنه وتبري ساحته, وأن يراك الله وقد جاهدت وقلت الكلمة، والحمد لله نحن نعلم أن الله قد جعل خطين متدافعين متوازيين قال تعالى: {وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ} [البقرة:251] وقال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً} [الفرقان:31].
ليس يخلو المرء من ضد ولو حاول العزلة في رأس الجبل
هذا لا يهم، وأمرنا إلى الله عز وجل، وأسأل الله أن يجعلها كفارة في سبيله، فالرسول صلى الله عليه وسلم أتى إليه ابن مسعود يقول له: يا رسول الله! فلان يسبك قال: {رحم الله موسى ابتلي بأكثر من هذا فصبر} وعند البخاري في الصحيح {وصبر} وأصل القصة في غير البخاري: {أن موسى كلم الله عز وجل، فقال: يا رب أسألك مسألة، قال: ما هي؟ قال: أن تكف ألسنة الناس عني، قال: يا موسى! ما اتخذت ذلك لنفسي إني خلقتهم ورزقتهم ويسبونني ويشتمونني} وفي البخاري: {يسبني ابن آدم وما ينبغي له ذلك, ويشتمني ابن آدم وما ينبغي له ذلك، أما سبه إياي فيسب الدهر, وأنا الدهر أصرف الليل والنهار كيف أشاء، وأما شتمه إياي: فيدعي أن لي صاحبة وولداً وأنا الله لم أتخذ صاحبة ولا ولداً} فما دام أن الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى يصبر، وقد وصفه صلى الله عليه وسلم بذلك؛ لأن أهل السنة واقفين عند الصفات، يقولون: لا أحد أصبر على الأذى من الله فما بالك بنا نحن الذي نعتبر مصدر النقص فينبغي علينا أن نصبر ونحتسب, لكن لابد على كل واحد منا أن يذب عن أخيه المسلم.