كان عليه الصلاة والسلام دائماً وأبداً يخلط خطبه ودروسه ومواعظه بالمخافة من الله الحي القيوم, بل كان هو -كما سلف معنا- أخوف الناس، وأرجاهم لربه، وأخشى الناس لمولاه, يقول أبو ذر رضي الله عنه وأرضاه - أبو ذر الصادق الزاهد العابد المنيب-: {بت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة من الليالي, فقام يصلي من الليل, فسمعته يقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم ثم بكى! ثم عاد فقال: بسم الله الرحمن الرحيم، ثم بكى! ثم عاد ثالثاً، فقال: بسم الله الرحمن الرحيم ثم بكى! ثم قال وهو في صلاة النافلة: ويل لمن لَم تدركه رحمة الله} إي والله ويل لمن لم تدركه رحمة الله تبارك وتعالى.