يغضب غضبة ثم يخرج على الناس، فيمشي في البلاد أربعين ليلة، يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كأسبوع وبقية أيامه كأيام الدنيا، فيطوف البقاع كلها، إلا مكة والمدينة لا يدخلها أبداً، فإذا اقترب من مكة رجفت مكة رجفة تخرج له الفسقة والمنافقون ويقترب من المدينة، يقول عليه الصلاة والسلام فيما صح عنه: {والذي نفسي بيده ما من نقب من أنقاب المدينة إلا عليه ملك معه سيف مصلت} يمنع ويحمي المدينة بإذن الله، فترجف رجفة فيخرج له المنافقون والفجرة فيفتنهم.
وهنا اعتراض صح عنه عليه الصلاة والسلام في الصحيحين أنه قال: {رأيت البارحة - يعني في المنام - عيسى بن مريم عليه السلام، يطوف بين رجلين بالبيت كأنه يخرج من ديماس -يعني يقطر رأسه دهناً- وسطٌ ربعة، أحمر، ثم رأيت رجلاً بعده أشبه الناس بـ ابن قطن -وهو رجل مات في الجاهلية- أعور العين اليمنى، جعد الشعر - أي: ملفوف الشعر- قلت: من هذا؟ قال: المسيح الدجال}
والسؤال عند أهل العلم: كيف رآه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند البيت وفي الحديث أنه لا يدخل مكة؟
و صلى الله عليه وسلم أولاً: هذه رؤيا منام وليست في اليقظة، وليست كل رؤيا في المنام تحققت في اليقظة.
الأمر الثاني: أنه محرم عليه أن يدخل مكة يوم يخرج على الناس في الفتنة، أما قبلها فقد يدخل، وهذا جواب سديد.