ما هو أصل المسيح الدجال؟
أصله عند أهل العلم من اليهود عليهم لعنة الله، واليهود هم شر خليقة على وجه الأرض، ولا يأتي الفساد والإجرام إلا منهم، وفي رواية عن أبي سعيد الخدري كما في مسلم أنه من اليهود.
- هل هو موجود في عهد النبي عليه الصلاة والسلام؟
نعم كما سلف معنا أنه موجود من عهد الرسول عليه الصلاة والسلام ولا زال إلى الآن، فيخرج متى أذن الله عَزَّ وَجَلَ له بالخروج.
وهل ذكره الله في القرآن؟
الصحيح عند أهل العلم: أن الله لم يذكره باسمه، ذكر الله عَزَّ وَجَلَ الدابة، وذكر يأجوج ومأجوج، ولكن لم يذكر المسيح الدجال.
قال أهل العلم -وهو أحد الشافعية- عن سبب عدم ذكر الله له في القرآن: إن الله يذكر الآيات المتقدمة ولا يذكر الآيات القادمة -هذا فهم خاطئ- فإن الله ذكر الدابة وهي مستقبلية وقادمة، وكذلك يأجوج ومأجوج.
وقال عالم آخر: بل أشار الله إليه في القرآن في قوله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ} [الأنعام:158] قالوا: هو المسيح الدجال، وعند الترمذي: {أن الرسول عليه الصلاة والسلام قرأ قوله تعالى: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ) [الأنعام:158] قال: الدابة، والمسيح الدجال، ويأجوج ومأجوج}.
وقال عالم آخر من الشافعية أيضاً: بل أشار الله عَزَّ وَجَلَ إلى خلق المسيح الدجال في قوله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {لَخَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ} [غافر:57] قال: الناس هنا المسيح الدجال! وهذا ليس بيقين، والآية ليس فيها دليل تنصيص على أنه المسيح الدجال، وهذا أمر لا يعرف إذا لم يشر إليه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، لكن الرسول عليه الصلاة والسلام أخبرنا به وحذرنا من فتنته، وذكر لنا معالم لخروجه عليه لعنة الله ووقانا الله شره.
وقد صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: {يخرج عند فتح المسلمين القسطنطينية} والقسطنطينية فتحت وهي استانبول وسوف يخرج بعدها، وأيام الله عَزَّ وَجَلَ تعادل من أيامنا الألوف، وقد أخبر الرسول عليه الصلاة والسلام أنه خرج هو والساعة كهاتين، ونحن في القرن الخامس عشر، ولا زلنا في هذا الفارق البسيط بين الأصبع الوسطى والسبابة، فإنه ولو فتحت القسطنطينية قديماً، فهو قريب أن يخرج - أعاذنا الله من شره- وقد حاول فتحها يزيد بن معاوية وغزاها، والذي فتحها هو محمد الفاتح الخليفة التركي، غزا الصليبيين فافتتحها فتحاً عظيماً، وهي من حسناته التي تكتب له -إن شاء الله- وهو من خيرة خلفاء الدولة العثمانية.