السؤال الرابع: كثيراًَ ما يحضر أبناء المنطقة مثل هذه المحاضرات، فتجدهم قلوب خاشعة وآذان صاغية، ولكن حين مغادرتهم للمحاضرة تجدهم يعودون إلى غيهم، وتشاجرهم، وحسدهم على لا شيء، ماذا تقول لهم؟
صلى الله عليه وسلم لا شك أن من يحضر المحاضرة ويسمع الذكر، تحف به الملائكة، وتتنزل عليه السكينة، وتغشاه الرحمة، ويكون قلبه قريباً من الله، لكن إذا خرج تعرض له شياطين الإنس والجن، نظره وأذنه ولسانه تعصي الله، ولا شك أن القلب يتغير، كما قال حنظلة لما أتى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: نافق حنظلة يا رسول الله! قال: ولم؟ قال: نكون معك فتحدثنا عن اليوم الآخر، فنرى الجنة والنار كأنها رأي العين، فإذا عدنا لعبنا ونسينا وغفلنا، فقال عليه الصلاة والسلام: {والذي نفسي بيده لو كنتم كما تكونون عندي، لصافحتكم الملائكة في الطرقات، ولكن ساعة وساعة، ساعة وساعة، ساعة وساعة}.
ولكن لابد أن تربي نفسك تربية إسلامية، وتجتنب المعاصي، وتتوب إلى الله، وتعرف من تجالس، وتسد عن أذنك المعصية، وعن عينك التطلع إلى عورات المسلمين والنظر إلى ما حرمه الله، وعلى لسانك ما يغضب الله عز وجل؛ فهذا هو الدين، وهذا هو مفهوم قول الله عز وجل: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران:102].