تيسير أمور الزواج

وهنا أوصي إخواني وآبائي بمسألة مهمة وهي: ألا تتأخر المرأة إذا حان زواجها، فالمرأة كالثمرة إذا حان قطافها وتأخرت عن حان القطاف فسدت، وكذلك الرجل، {إذا أتاكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه} ولا تتأخروا إذا وجدتم الكفء للمرأة الصالحة فلا تتأخروا، فإن أقواماً أخروا زواج بناتهم فكسبوا إثماً من الله الواحد الأحد، وهؤلاء أحد رجلين: إما جاهل لا يعرف الشريعة ولا يعرف أمر الله، وإما رجل طماع يبيع ابنته كما تباع الدابة أو الأرضية أو السيارة.

يحدثنا أحد العلماء في الرياض يقول: حضرنا إلى باب المستشفيات فوجدنا رجلاً مع ابنته وهي في مرضها، وعمرها أربعين سنة لم تتزوج، كلما تقدم لها رجل رفض أبوها، يقول: كان من أطمع الناس، صاحب دنيا لكن لم تنفعه دنياه، عنده من الدور ومكاتب العقارات والسيارات والمعارض، لكنه معروف بين الناس أنه إذا زوج ابنته لا يزوجها إلا بمئات الألوف، فكلما تقدم لها شاب رفض تزويجها؛ لأن الذين تقدموا إليها شباب فقراء، وأكثر الناس أحوالهم لا تمكنهم من دفع المهور الغالية، فكلما تقدم له رجل صالح سأل عن وظيفته؟ وسياراته؟ ومرتباته؟ فإذا أخبره بأنه دون ذلك تركه، حتى وصلت إلى سن الأربعين، ثم أصابها مرض عضال، ونقلت إلى المستشفى، فلما حضرتها سكرات الموت، وهو الانتقال إلى الواحد الأحد الذي يحكم بين الخصمين ولا حاكم إلا هو، والذي ينصف المظلوم من الظالم، فلما حضرتها سكرات الموت قالت: ياأبتاه! اقترب، فاقترب منها، فقالت: قل آمين، فقال: آمين، فقالت: قل آمين فقال: آمين.

-والله لقد حدثنا بها شيخ من الشيوخ الذين تقبل شهادتهم- فقالت: قل آمين، ثالث مرة، قالت: أحرمك الله الجنة كما أحرمتني لذة الزواج.

أربعين سنة تقف المرأة في بيت أبيها ماذا تنتظر؟!

ثم يأتي يرد هذا ويرد هذا من أجل أن تباع ابنته كما تباع الدابة، أهذا في الإسلام؟! كان السلف الصالح الواحد منهم يأخذ درهمين، أو ثلاثة، أو أربعة، ثم يمتع ابنته، وبعضهم يبني لابنته بيتاً ويسلم ابنته لزوجها مكرمة مهذبة معلمة، ثم يشكر الله أن رزقها زوجاً صالحاً؛ لأن المحرم أمرها صعب، وجود البنت في البيت صعب، الجاهليون في الجاهلية يأخذ أحدهم ابنته فيدفنها وهي حية؛ خوف العار، فلما أتى الإسلام كرمها بالزوج، وحفظها ورعاها وسترها، ثم قام بالقوامة عليها، ولهذا كيف يشترط الإنسان مهراً غالياً مع هذه التكاليف؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015