ومن الظواهر: إدمان النوم، وقد سلف الحديث عنه، وهذا فيه إذهاب للوقت الذي يستخدم في طاعة الله عز وجل، وإلا فما فائدة الصيام إذا كان النهار كله نوم، فهذا ما كأنه صام، وصومه صحيح لكن لا أدري هل يكتب له أجر أو لا؟
ولا يعيش الصيام، ولا يدخل أثر الصيام إلى قلبه ولا يستفيد من الصيام، فقضية نوم النهار كله، لك أن تنام إلى قبيل الظهر إذا أردت، لكن يبقى لك من بين الظهر إلى العصر ومن العصر إلى المغرب، ليكون لك قراءة وتسبيحاً وتلاوة ومطالعة كتاب إسلامي استغفاراً ودعاء، أما كل الوقت نوم -وقد عرفنا من بعض الناس من ينام كل الوقت- حتى من بعد صلاة العصر ينام حتى يوقظه أهله للإفطار كأنه قام لصلاة الصبح، يقوم يتوضأ قبل المغرب ويبدأ يأكل، فهذا لم يصم، بل هذا صام في عالم النوم، رأى سبع بقرات سمان وسبعاً عجافاً، حتى يأتي يوم العيد ماله طعم عنده؛ لأن العيد لمن صام وقام، والعيد لمن خاف الواحد العلام، ولمن اتقى الله، وأكثر من التلاوة والاستغفار، وليس العيد لمن نام النهار وقام الليل في السهرات والضياع والفحش والبعد عن الله، هذه من الظواهر التي نشكوها صالحين وطالحين، بررة وفجرة.