الرابع: من حقوق العلماء على الأمة: ربط الشباب بهم.
فالفوضى لا تصلح، فوضى بدون قيادة فكرية علمية لا تصلح، كلٌ يخطب، وكلٌ يعمل، وكلٌ يوجه، وكلٌ يتحمس، لا.
لا بد من علماء للمسيرة:
لا يصلح القوم فوضى لا سراةَ لهم ولا سراة إذا جهالهم سادوا
والبيت لا يبتنى إلا بأعمدةٍ ولا عماد إذا لم تُرس أوتاد
الأوتاد: العلماء، نراجعهم، وللخطيب أن يعود إلى العالم قبل صلاة الجمعة، فيقول: أترى أن أخطب في هذا الموضوع؟
أترى أن أثير هذه المسألة؟
أترى أن أورد هذا الكلام؟
يسأله لأنه أكبر منه وأعلم وأفضل، وقد يمنحك الله بركةً على لسانه، ويجري حقاً على فمه، فيكون لك الحق فتعمل به وهكذا.
وإذا وسد الأمر إلى غير أهله، إذا تقلد الأمور العلمية أناسٌ جهلة، وقادوا الأمة إلى مهاوٍ ومزالق، وهم جهلة، وقد سبق معنا: {فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا} والله المستعان!.
نطالب أهل الفضل، وأهل العلم، وأهل السنة، أن يتقدموا المسيرة، ولا يتركوا الميدان للجهلاء السفهاء، من سفهة البغاة العلمانيين:
عذرت البدن إن هي قارعتني فما بالي وبال ابن اللبون
هذا البيت لـ جرير، ومعناه يقول: أنا أعذر أن يصارعني الجمل الهائج أما ابن اللبون، ابن سنة فلا أستطيع له، أنا لا أبارزه، وهذا أمر معلوم في الفِطَر والأحوال.