Q أريد أن أصل إلى درجة أبي بكر، فماذا أفعل؟
صلى الله عليه وسلم لن تصل ولا تتعب نفسك أبداً، يقول الشاعر:
لا تعرضن لذكرنا في ذكرهم ليس الصحيح إذا مشى كالمقعد
ولو اجتمعنا كلنا ما وصلنا إلى جزئية من جزئيات أبي بكر {قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ} [البقرة:60]
عذرت البزل إن هي قارعتني فما بالي وبال ابن اللبونِ
وابن البونِ إذا ما لز في قرنٍ لم يستطع صولة البزل القناعيسِ
لشتان ما بين اليزيدين في الندى: هذان يزيدان كانا أميرين أحدهما في مصر والآخر في العراق، فأحدهما كان لصاً ومرتشياً يسرق أموال الناس ويبني بها البيوت، ويزيد بن حاتم كان ينفق على الناس وعلى الفقراء ولا يمسك شيئاً، فأتى شاعر عند يزيد القيسي فطلب منه فمنعه، ويقولون: إنه احتال عليه حتى أخذ ما عنده من رحل، بعض الناس إذا أتيت ومعك حذاء جميل أخذها، ومعك سيارة جيدة سلبها، ولكن الآخر أعطاه، فقال في شعره:
لشتان ما بين اليزيدين في الندى يزيد بن عمرو والأغر بن حاتم
فهمُّ الفتى الأزدي إتلاف ماله وهمُّ الفتى القيسي جمع الدراهمِ
ولا يحسب التمتام أني هجوته ولكنني فضلتُ أهل المكارمِ
والتمتام الذي لا يعرف يتكلم.
فعلى كل حال لا نستطيع أن نصل إلى درجة أبي بكر، لكنك بحبك تحشر معه، وبعملك على قدر مستواك، وبجهدك، لأن أبا بكر وفق لأمور:
منها: أن النبي صلى الله عليه وسلم معه.
ومنها: أنه عاش في زمن الوحي.
ومنها: أن الله أعطاه الإخلاص والإيمان.
ومنها: أنه بذل وجاهد.
ولكنا نطلب من فضيلتك -أيها السائل- أن تصلي الفجر معنا في الجماعة وكثر الله خيرك، وحفظك، وألا تستمع الغناء، ولا تطيل ثوبك، ولا تحلق لحيتك، ولا تشرب الدخان، وإن شاء الله بإذن الله تنجو يوم القيامة.
أما أبو بكر، فالعالم الإسلامي عدده مليار اليوم، لو جمعت المليار وصغتهم في رجل واحد ما صاروا مثل أبي بكر، ولو كان عندنا أبو بكر هنا كنا انتصرنا على العالم بإذن الله، بفضل الله عز وجل، لكن ليس عندنا أبو بكر.
يقول محمد إقبال: مخ مائتي حمار لا تساوي مخ رجل، وليس أقصد الناس المستمعين فإنهم أبطال وأسود، ولكني أقصد الأوباش المتخلفين لو جمعت مخوخهم وأدمغتهم ما بلغوا مثل دماغ أبي بكر أبداً.
أبو بكر أتى بتربية من الرسول عليه الصلاة والسلام واجتهد.