شكر نعمة الرخاء في العيش

Q كثير من الشباب وأخص منهم الطيبين يعيشون في رخاء عظيم، ولكن نلاحظ أنهم يفرطون فيه بالتشاغل بأمور هامشية، وكثرة المخالطة وجلسات السمر، نرجو من فضيلة الشيخ التوجيه لاستغلال هذا الرخاء، ومجالات الاستغلال المفيدة.

صلى الله عليه وسلم سبق في الحديث عن الوقت ما يغني عن الكثير من الإجابة عن هذا السؤال، وأما الرخاء الذي نعيش فيه فنحمد الله تبارك وتعالى: {لَقَدْ كَانَ لِسَبَأٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ} [سبأ:15] جيراننا من الدول والشعوب ينامون على أصوات المدافع، ويستيقظون على هدير الصواريخ، القنابل تقع على بيوتهم، حطمت منازلهم، قتل شيوخهم، أعدم أطفالهم، أجهضت نساؤهم، ذاقوا الجفاف، ذاقوا الفيضانات، ذاقوا الجوع، ونحن في أمن وسكينة تجبى إلينا ثمرات كل شيء، والطيبات تأتينا من كل مكان، فهل من شاكر؟ وهل من مستغفر؟ إن استدامة النعم إنما تكون بتقوى الله {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم:7] {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ} [النحل:53] فهل من شكر؟ وهل من عبادة؟ وهل من استلهام لهذا الرشد؟ فمحافظة على هذا الرخاء والنعيم بالعودة إلى الله واستثمار الوقت.

والملاحظ على كثير من الشباب إشغال أنفسهم بأمور هامشية ومجريات الحياة، أو مشاغل لا تنفعهم عند الله، والإعراض عن طلب العلم أو تدبر القرآن أو النوافل فعودة صادقة إلى الدين، ومن تبصر بنور الكتاب والسنة بصره الله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015