القاهر الخليفة العباسي، ذكره السيوطي والذهبي قبله وغيرهم تولى الخلافة فنسي الله، يوم تولى الخلافة نسي الله، أخذ حربة، فكان يحميها بالنار، ويقول: والله لا أضعها حتى أقتل بها رجلاً، حفر حفراً وبركاً وخزانات، وملأها ذهباً وفضةً، قالوا: ما لك؟ قال: أخشى الفقر.
سبحان الله! يخشى الفقر والغني في السماء! يخشى الفقر والرازق في السماء!! {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} [الذريات:22] يملأ خزانات من الذهب والفضة فما كانت النتيجة؟ أتى الخليفة الذي من بعده، فسلبه الخلافة واقتاده وأخذ خزائنه وأخذ ذهبه وفضته وأحمى حديدة، فأذهب عينيه الاثنتين حتى أصبح أعمى، فقام في مسجد بغداد مسجد دار السلام جامع المنصور كما يقول السيوطي والذهبي يمد يده ويقول: من مال الله يا عباد الله! لماذا؟ لأنه ما عرف الله في الرخاء فلم يعرفه الله في الشدة.